الحمد لله القائل في كتابه العزيز (مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ مِّن قَبۡلِ أَن نَّبۡرَأَهَآۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِير) الحديد 22، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
بقلوب يعتصرها الألم والحزن، تابعت رابطة علماء المسلمين ما جرى في الولايات الشرقية من أفغانستان من كارثة إنسانية عظيمة، إثر الزلزال العنيف الذي ضرب تلك المناطق، مخلّفًا دمارًا واسعًا في الأرواح والممتلكات. فقد تم تسجيل نحو (800) قتيل وأكثر من (2500) مصاب في ولاية كُنر وحدها، إضافة إلى (12) قتيلاً وما يزيد على (255) مصابًا في ولاية ننغرهار المجاورة، فضلًا عن الأضرار الكبيرة في القرى والبنى التحتية، مما جعل آلاف الأسر في العراء يفترشون الأرض ويلتحفون السماء.
وإزاء هذه المصيبة الجلل، فإن رابطة علماء المسلمين:
تتقدّم بخالص العزاء والمواساة إلى الشعب الأفغاني المسلم عامة، وإلى أسر الضحايا خاصة، سائلين الله عز وجل أن يتقبّل موتاهم في عداد الشهداء، وأن يربط على قلوب ذويهم بالصبر والسلوان، وأن يمنّ على المصابين بالشفاء العاجل والعافية التامة.
تؤكد أن مثل هذه الكوارث تذكّر الأمة بمسؤولياتها، فالمسلمون جسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى وكما قال النبي علية الصلاة والسلام (المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرَّج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة) رواه البخاري، ولا يليق بالأمة أن تترك إخوانها في أفغانستان وهم يواجهون هذه الفاجعة وحدهم تحت وطأة الحصار والشدائد.
تدعو الدول الإسلامية والمنظمات الخيرية والهيئات الإنسانية إلى سرعة التحرك لإغاثة المنكوبين، وتوفير المساعدات العاجلة من غذاء ودواء وكساء ومأوى، وتقديم الدعم الطبي والإنساني اللازم لتجاوز آثار هذه الكارثة الأليمة.
تحث عموم المسلمين أفرادًا وجماعات على مد يد العون بما يستطيعون، والدعاء لإخوانهم، وإظهار التضامن العملي معهم، ليشعر الشعب الأفغاني أنه ليس وحده في هذه المحنة، وأن أمته من حوله.
