الحمد لله رب العالمين القائل: {ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون}، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه إلى يوم الدين.. وبعد:
في مشهدٍ من أبشع صور الإجرام التي عرفها التاريخ، يواصل الكيان الصهيوني شنّ حرب إبادة جماعية شاملة ضد شعب أعزل محاصر في قطاع غزة بأرض الرباط فلسطين، مستبيحًا الدماء والأرض والمقدسات، متوسلًا بآلة القتل والتجويع والحصار لتركيع هذا الشعب وكسر إرادته وإرغامه على التهجير وترك أرضه ، وقد تجاوزت هذه الحرب، في وحشيتها وفجورها، كل الحدود، تحت غطاء غربي صليبي مجرم، وعجزٍ عربي وإسلامي مخزٍ، وتواطؤ دولي مكشوف،
إن ما يحدث اليوم في غزة ليس “نزاعًا” كما يزيفه الإعلام الغربي، بل هو عدوان همجي مدجج بالإرهاب السياسي والعسكري، تمارسه منظومة استعمارية عنصرية، تستهدف اقتلاع شعب من أرضه، وتحويل مقاومته المشروعة إلى تهمة، وصموده الأسطوري إلى “إرهاب” إنها جريمة مستمرة، و “هولوكوست” حقيقي يرتكبه هذا الكيان السرطاني ،
وأمام هذا العدوان السافر، فإن رابطة علماء المسلمين، انطلاقًا من واجبها الشرعي ومسؤوليتها تجاه قضايا الأمة، تعلن ما يلي:
أولًا: أنّ العدوان الصهيوني الوحشي المتواصل على غزة، ما هو إلّا جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان، تستوجب تحركًا عاجلًا من كل قوى الأمة لإيقافها بكل الوسائل الممكنة، السياسية والميدانية ، والاقتصادية.
ثانيًا: إن الحصار الظالم المفروض على غزة منذ سنوات، وما يتبعه من سياسة التجويع الممنهج ومنع الغذاء والدواء والماء، واستهداف الجوعى بالقتل المباشر، هو جريمة ضد الإنسانية لا يجوز السكوت عليها،.
ثالثًا: تدعو الرابطة إلى فتح معبر رفح وغيره من المنافذ، دون قيود أو شروط، فذلك واجب شرعي وإنساني .
رابعًا: تعتبر الرابطة أنّ إدخال السفن الحربية الأمريكية والبريطانية إلى مياه المسلمين، بذريعة “ردع التوتر”، تعتبره عدوانًا مباشرًا وتهديدًا للأمن العام للأمة، يجب رفضه علنًا من قبل الحكومات والشعوب، لا سيما أن هذه القطع العسكرية لا تأتي إلا لحماية الكيان الغاصب وتمديد عدوانه.
خامسا: تدعو الرابطة أنظمة الحكم في العالم الإسلامي كافة -وبخاصة الدول المجاورة لفلسطين أو ذات التأثير والثقل الإقليمي والدولي- إلى قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني، ووقف كل أشكال التطبيع، ودعم المقاومة بكل أشكالها في غزة وتعزيزصمود أبنائها .
سادسًا: تدعو الرابطة جماهير الأمة الإسلامية إلى الوقوف وقفة صادقة مع غزة، عبر دعمها بالمال والكلمة والموقف، وتصعيد الضغط الشعبي والسياسي والإعلامي لكسر الحصار عن إخوانهم وفضح جرائم الاحتلال وتعرية المتواطئين معه.
سابعًا: تحيي الرابطة صمود أهلنا في غزة، وفي مقدمتهم المجاهدون المرابطون في ميادين العز والشرف، وتؤكد أن المعركة مع هذا الكيان لن تنتهي إلا بزواله إن شاء الله، وأن خيار الجهاد والمقاومة هو الخيار القادر على ردع العدو واستعادة الأرض والكرامة وأن الحرب وإن كانت سجالا يوم لكنا ويوم علينا ولكن العاقبة للمتقين.
ثامنًا: على منظمة التعاون الإسلامي ، الدعوة الفوريّةَ إلى اجتماع عاجل، لاتخاذ مواقف جدية لكسر الحصار.
تاسعاً : تذكّر الرابطة المسلمين بقول نبيهم ﷺ: “المسلم أخو المسلم لايظلمه ولايخذله ”، وبأن خذلان أهل غزة في هذه المرحلة المفصلية هو خذلان للدين والأمة والتاريخ .
وختامًا، فإن رابطة علماء المسلمين تدعو الأمة إلى التوبة النصوح، والعودة إلى الله، فإن النصر لا يكون إلا مع الإيمان والعمل الصالح وتبشر أحرار فلسطين بأن النصر قادم بإذن الله وأن وعد الله لا يخلف، وأن مع العسر يسرًا.
{وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}
الهيئة العليا لرابطة علماء المسلمين
26 محرم 1447هـ
21 يوليو/ تموز 2025م