بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

تدين رابطة علماء المسلمين مشاهد العدوان الصهيوني الغادر الذي استهدف مقر وفد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في العاصمة القطرية الدوحة، وذلك خلال اجتماع لقيادات الحركة. وقد أسفر هذا الهجوم عن انفجارات ، أثارت الرعب بين المدنيين الآمنين .
وإزاء هذا العدوان فإنّنا نؤكد ما يلي :
أوَّلاً :أنّ هذه الغطرسة الصهيونيةَ، ليست بعيدةً عن أخلاق أمَّةٍ ملعونة ، أخبرنا الله تعالى في كتابه، بأنهم سيفسدون في الأرض مرتين، ويعلون فيه علوًا كبيرًا، كما قال الله تعالى : ﴿وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا﴾ [الإسراء: ٤]،
ذلك الفساد الذي شمل قتل الأنبياء، وتحريف الكتب السماوية، والاعتداء على الناس، والتكبر في الأرض.
وذلك العلو الكبير الطغياني، ومنتهى الغرور الشيطاني، الماثل اليوم بالتجبر والطغيان والاستطالة والعدوان الذي لا حدود له .
ومن المؤكد بأن ما تقوم به إسرائيل من عدوان واحتلال وقتل وتشريد في غزة وجينين وسائر فلسطين ، وعدوان على سوريا ولبنان وقطر ، يدخل في إطار الفساد والعلو المذكورين في الآية، وأمارة فارقة من علامات تحقق هذه الحقيقة القرآنية في العصر الحديث.
ثانياً: أنّ مما يُوجِع القلب قبل أن يُدمِي العين، أن يقابل هذا العدوان المتوحش، بالصمت الجاثم على كثير من قادة المسلمين، وكأنّهم أموات غير أحياء، لا يرون ولا يسمعون، بالغطرسة الصهيونية المتصاعدة في عدوانها على قطاع غزة، وما يصاحبها من جرائم إبادة جماعية، وتهجير قسريٍّ بالمسلمين في غزة، ، صمتٌ لا يشبه الحياد، بل يُشبه التواطؤ بالصمت، ويغري العدوَّ بمزيدٍ من الجرأة والطغيان، حتى غدا الصمتُ شريكًا خفيًّا في الجريمة.
نعم لم يكن لهذا العدوِّ أن يستفحل شرُّهُ بهذا الشكل لولا الصمت الرسمي، والتقاعس عن أداء الواجب الأخلاقي والإنساني والديني تجاه إخواننا في فلسطين،
ففي الوقت الذي تشهد فيه عواصم غربية مظاهرات حاشدة، وضغوطًا سياسية متزايدة على الحكومات لمحاسبة إسرائيل ووقف دعمها العسكري، نجد أن الموقف الرسمي يراوح مكانه بين بيانات خجولة لا تتجاوز حدود “القلق”، وبين قمع صارم لأي حراك شعبي متضامن مع غزة.
إن الشعوب العربية والإسلامية، التي تتابع هذه المجازر في غزة بقلوب دامية، لن تنسى هذا الموقف المتخاذل، وستظل تطالب حكوماتها بالتحرك الجاد والفعّال لنصرة القضية الفلسطينية، ووقف العدوان الإسرائيلي، ودعم صمود أهل غزة بكل الوسائل الممكنة.
ثالثاً: تبيِّنُ لنا سنة الله تعالى، بأنّ مثل هذا العدوان لن يقف إلًا بإعلان الجهاد في كل بلاد المسلمين ، وقطع العلاقات مع مؤيدي العدوِّ المجرمِ وداعميه، كما قال الله تعالى: ﴿فَقَـٰتِلۡ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفۡسَكَۚ وَحَرِّضِ ٱلۡمُؤۡمِنِینَۖ عَسَى ٱللَّهُ أَن یَكُفَّ بَأۡسَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ۚ وَٱللَّهُ أَشَدُّ بَأۡسࣰا وَأَشَدُّ تَنكِیلࣰا﴾ [النساء ٨٤] ، ولن يغني عن الدول العربية والإسلامية هرولتها نحو موادعة هذا العدوِّ والتطبيع معه، للأمن منه أو السلامة من غدراته وأطماعه، وإنّما الأجدى للأمَّةِ أنْ تتجه نحو بناء قدراتها الدفاعيّةَ بعيداً عن الحماية والاستقواء بأعدائها .
رابعاً: على الدول الإسلامية إنْ كانت جادةً في إيقاف هذا العدوان بأن تُجمع أمرها على فك الحصار عن أهل غزة بكل إمكانياتها، وإلا فإنّ مجرد الشجب والاستنكار، عبث وسخرية في مقام القدرة على الردِّ بالفعل والقوة .

وختامًا، نسأل الله تعالى أن يحفظ الأمة الإسلامية من كل سوء، وأن يُحقق لها النصر والتمكين، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

الهيئة العليا لرابطة علماء المسلمين
١٧ ربيع الأول ١٤٤٧هـ
٩ سبتمبر ٢٠٢٥م .

اترك تعليق

نشرتنا البريدية

إشترك معنا لكي يصلك كل جديد

التواصل الاجتماعي

بيانات التواصل

905539590432+
rabitah.maktab@gmail.com
رابطة علماء المسلمين

© جميع الحقوق محفوظة لدي رابطة علماء المسلمين 2023 برمجة أنيما ويب