بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين القائل في محكم التنزيل : ﴿وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً﴾ [النساء: 102] ، والصلاة والسلام على نبينا محمد ﷺ، وآله وصحبه خير العباد .

إلى أهل الإسلام، وإلى العلماء والدعاة في كل مكان، إن ما صدر مؤخرًا من اقتراحات وخطط تُنسب للرئيس الأمريكي ترامب، لا سيما ما يُطلق عليه خطة غزة (٢٠ نقطة) أو اقتراح “الاستيلاء على غزة وإعادة تشكيلها” مما يُظهر نوايا تؤدي إلى تصفية القضية الفلسطينية وتشريد شعبٍ مظلومٍ من أرضه.
ولذا فإن العلماء برابطة علماء المسلمين يرون أنّ من واجبهم أن يوضحوا الأغراض والمخاطر، وأن يدعوا الناس إلى الحذر واليقظة، في البيان الآتي:
أولا: هذه الخطة لن تنهي قتالهم للمسلمين في فلسطين ولا في غيرها، لقوله تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [البقرة: 217] فالهدف من قتالهم للمسلمين هو صد الناس عن دين الله، وتفاصيل الخطة تسير في هذا الاتجاه. وما اشتراط نزع سلاح المقاومة وملاحقة المجاهدين إلا لأنهم يمثلون الأمة في الجهاد ضد أعدائها. ولنا في التاريخ عبرة بما وقع للمسلمين في الأندلس عندما صالح حاكم غرناطة ملكي قشتالة وأرغون وكيف غدرا بالمسلمين لما تمكن الإسبان منهم، وسلموا أسلحتهم، ونقضوا جميع الشروط التي بينهم وبين حاكم غرناطة. والتاريخ حافل بتلك المشاهد من الخيانات بعد تسليم المسلمين لسلاحهم للعدو. وإذا كان اليهود قد نقضوا عهودهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فماذا يتوقع منهم مع من دون رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثانيا: من ظن أنه بالموافقة على خطة ترمب وتأييده سيكون في مأمن من قتالهم وكيدهم فهو واهم، فقد قال تعالى: ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴾ [البقرة: 120]، فلا أمريكا ستحمي من وافق على الخطة، ولا اليهود سيترددون عن قتال من تدعو مصلحتهم لقتالهم وزعزعة أمنهم، والواقع يشهد بذلك في تجاوزهم لكل الحدود في هجماتهم الصاروخية حتى دب الخوف والهلع في كثير من دول المسلمين.
ثالثا: إن شرعية قتال اليهود في فلسطين ليست مستمدة من قوانين الأمم المتحدة، ولا من مجلس الأمن، بل هي مستمدة من أمر الله وشرعه فقد قال تعالى: ﴿وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ [البقرة: 190] ، ومن قوله تعالى: ﴿قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (29) وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾ [التوبة: 29-30].
رابعا: إنه من المؤسف أن يؤيد خطة ترمب من تولى أمر بلاد المسلمين، كما أنه من المؤسف الزعم بأن ما وقع من تقتيل للمسلمين في غزة بسبب المجاهدين في قتالهم لليهود، وقد بين سبحانه وتعالى الحكمة من مثل هذه الأحداث فقال: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ (166) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ (167) الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ [آل عمران: 166-168].
إنها الحقيقة الناصعة والتي يسعى أهل السياسة طمسها، مع علمهم بأن اليهود هم من اعتدوا على بلاد المسلمين واستولوا على أرضهم، وقتلوا المسلمين من أكثر من سبعين سنة، فنسبة السبب لما يحدث إلى المجاهدين مما يعرف القاصي والداني بطلانه.
خامسا: إن موافقة ترمب على خطته وتأييده في ذلك والثناء عليه نابع من الخوف الذي سيطر على القلوب، وخاصة بعدما امتدت يد اليهود على بعض الدول وقصفتها بالصواريخ، مع كونها حليفة للأمريكان، قال تعالى مبينا لنا سبب تأييد من أيد اليهود والنصارى في أفعالهم: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾ [المائدة: 51-52]
سادسا: وعدنا الله بالنصر على اليهود وإخراجهم من فلسطين، ولا نشك أن الفتح والنصر للمسلمين قادم لا محالة، ولكن لهذا النصر والفتح أسبابه الشرعية التي لا تتخلف ولا تتبدل، فمن أخذ بها نصره الله ومن تخاذل عنها استبدله الله بمن هو خير منه، قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [المائدة: 54-57]
سابعا: نحذر المسلمين من موالاة اليهود أو النصارى فكلهم كفار بحكم الله عليهم، وكلهم أعداء الله، فكراهيتنا لليهود ليست نابعة من احتلالهم لفلسطين، ولا لقتالهم المسلمين، بل نابعة من كونهم أعداء الله، والنصارى لا يختلفون عن اليهود في كونهم أعداء الله، فقد كفرهم ربنا سبحانه وتعالى وسماهم أعداء فقال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ﴾ [الممتحنة: 1] ، وقال سبحانه: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾ [التوبة: 30] ﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (72) لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [المائدة: 72-73]
ثامنا: إن الأحداث المؤلمة في غزة وفلسطين كشفت لنا عن وجه المنافقين بأعيانهم، وبينت للعالم ما قاله الله في وصف المنافقين ومواقفهم من قضايا المسلمين، قال تعالى في أعقاب غزوة بدر: ﴿إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [الأنفال: 49] ، ويقول سبحانه عن حالهم في غزوة الأحزاب: ﴿هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا (11) وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا (12) وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَاأَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا﴾ [الأحزاب: 11-13].
تاسعا: إن إخراج المسلمين من ديارهم هدف مشترك بين الكفار من اليهود والنصارى وبين المنافقين، ولذلك لا غرابة في موافقة من وافق على خطة ترمب، بل الموافقة على كل القوانين التي وضعتها أمريكا لتجفيف منابع الدعم لأهل فلسطين، قال تعالى: ﴿هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ (7) يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [المنافقون: 7-8] ، ولذلك يطالبون بملاحقة المجاهدين في كل الدول.
عاشرا: إلى إخواننا المسلمين في فلسطين والمجاهدين منهم خاصة وإلى عموم المسلمين، نبشركم بقول الله تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (56) لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾ [النور: 55-57]

ورغم خطورة خطة ترامب وما فيها من تصفية للقضية الفلسطينية، فإننا لا ننتقص حقّ قادة المقاومة وأهل غزة في تقدير الأصلح لواقعهم، فهم أهل الثغر، والأدرى بمصلحتهم، وقد قرر العلماء أن لأهل الثغور أحكامهم الخاصة. الواجب اليوم هو نصرتهم لا التشويش عليهم، وتقديم النصيحة دون أن تكون سببًا في الضغط أو الخذلان.
ولقد عقب الله على حادثة قتال المسلمين لكفار قريش في الشهر الحرام بقوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [البقرة: 218]
وإننا نحسب أن إخواننا في فلسطين إنما قاتلوا اليهود رجاء رحمة الله، فنسأل الله أن ينصرهم على اليهود والنصارى وأن يجعلنا ممن ينصرون دينه ويعلون كلمته.
الهيئة العليا لرابطة علماء المسلمين
٩ربيع الثاني ١٤٤٧هـ
١ أكتوبر ٢٠٢٥م

اترك تعليق

نشرتنا البريدية

إشترك معنا لكي يصلك كل جديد

التواصل الاجتماعي

بيانات التواصل

905539590432+
rabitah.maktab@gmail.com
رابطة علماء المسلمين

© جميع الحقوق محفوظة لدي رابطة علماء المسلمين 2023 برمجة أنيما ويب