الجمعة ، 17 ربيع الأول ، 1446
section banner

الإعدامات بحق العلماء والدعاة

الإعدامات بحق العلماء والدعاة

 

د 

البيان رقم (52)

الموضوع

الإعدامات بحق العلماء والدعاة

التاريخ

25 / 6 / 1436هـ  14 / 4 / 2015م

 

الحمد لله معز المؤمنين وناصر المستضعفين القائل في كتابه المبين:( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) النساء 93

والصلاة والسلام على رسول الله القائل:«لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ: الثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالنَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ المُفَارَقُ لِلْجَمَاعَةِ»          

أما بعد:

فقد أصبحت دماء علماء الإسلام ودعاته وقادة العمل الإسلامي أرخص الدماء لكل من لا يرقب في مؤمن إلّاً ولا ذمّة، وآخر ذلك إعدام الزعيم الاسلامي "محمد قمر الزمانفي جمهورية بنغلاديش، وتثبيت أحكام الإعدام  على الدعاة بمصر، من غير ذنبٍ اقترفوه، ولا جرمٍ ارتكبوه؛ إلا أنهم قالوا ربنا الله!!

وإننا في رابطة علماء المسلمين حيال هذه الأحداث لنبين ما يأتي:

1)   نرفض هذه الأحكام الظالمة، وندينها ونبين أنها مخالفة للشرع، بل والقوانين الأرضية العادلة، وهل يُعقل أن يُحاكَم رجلٌ على أمر تمّ عليه نحو من نصف قرن، برفض تقسيم بلاد المسلمين والدعوة لاتحادهم؟! وهو شيء يوجبه الشرع، وتمليه المصلحة.

2)   نُذَكِّرُ كلَّ من يحكم بهذه الأحكام أو ينفذها بأن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله، وأن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته: (وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة) وأنه سيلقى وبال أمره في الدنيا قبل الآخرة: (وقد خاب من حمل ظلماً).

3)   ندعو جميع المؤسسات والمنظمات الإسلامية،والمجامع الفقهية، وروابط العلماء في العالم الإسلامي، وكافة العلماء إلى القيام بما أوجبه الله عليهم، والوفاء بالميثاق الذي أخذه منهم؛ صدعاً بالحق ونصرة لأهله، ورفضاً لهذا الظلم والعدوان على علماء الإسلام، واستنكاراً لحملات التشويه والإساءة لهم، والاستهانة بدمائهم وأعراضهم.

4)   نخاطب الهيئات الدولية والمنظمات العالمية التي تقيم الدنيا ولا تقعدها؛ لأجل أبسط حكم يصدر بحق من يسب الله ورسله، أو ينبس ببنت شفه في شأن اليهود، فنقول: أين أنتم عن دماء المسلمين؟.

5)   ندعو جميع حكام المسلمين والقائمين على أمورهم، إلى الأخذ بقوة على أيدي العابثين بالعدل والمجترئين على أهل العلم، وتُذَكِّرُهم أن العدلَ أساسُ الملك،

6)   وأن الظلم وشيوعه أعظم أسباب زواله؛ قال الله تعالى: (فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ ) [سورة الحج:45]، وقال سبحانه:  (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ) [سورة الحج: 48].وقال سبحانه: (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) [هود: 102]. 

أخيراً: ليعلم الجميع أن غياب العدالة وشيوع الظلم لايخدم إلا أعداء الأمة المتربصين بها، ولا يحقق لها نهضة ولا رفعة؛ وإنما يستجلب غضب الله عز وجل الذي حرم الظلم على نفسه وجعله بين عباده محرمًا؛ وهو سبب رئيس لانتشار الغلو والتكفير غير المنضبط بين المتحمسين.

حمى الله علماء هذه الأمة وقطع الله دابر الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين.