السبت ، 21 جمادى الأول ، 1446
section banner

الرد على تصريحات المجرم ماكرون

الرد على تصريحات المجرم ماكرون

بيان رقم (138)

السبت 7 / ربيع الأول / 1442هـ

الرد على تصريحات المجرم ماكرون

 الحمد لله الذي نزَّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرًا.

والصلاة والسلام على من أرسله ربّه هادياً ومبشِّرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا.

أمّا بعد

فلم يعد خافياً على أحدٍ معاداة فرنسا المتزايدة للإسلام والمسلمين، وأوضح دليل على ذلك روح التعصب الكامنة في رئيسها مانويل ماكرون والتي عبر عنها في تصريحاته الأخيرة داعياً الفرنسيين إلى معاداة الإسلام بحقد دفين حيث صرّح قائلاً:

(الإسلام ديانة تعيش اليوم أزمة في كل مكان في العالم)

وإزاء هذه السياسة التي يتّبعها الفرنسيون بقيادة رئيسهم تجاه الإسلام والمسلمين فإنّ رابطة علماء المسلمين تؤكد على ما يلي :

أولاً: ترفض رابطة علماء المسلمين خطاب الكراهية بكل صوره وأشكاله، وتعلن أنّها ضدً تعبيرات القدح الاستعلائية، والكُره البيّن والتعصّب أو التمييز العنصري سواء وقع ذلك من رئيس دولةٍ أو مسؤولين أو إعلاميين أو عامّة النّاس.

ثانياً: أهل الإسلام المستمسكون به المُتخلِّقون بأخلاقه والمتحاكمون إلى شرائعه لا يبتدئون أحداً بخطاب الكراهية فقد أدّبهم القرآن فأحسن تأديبهم قال تعالى :(وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ) [البقرة :٨٣] ؛ ولكنّهم في الوقت نفسه لا يرتضون ولا يسمحون لأي جهةٍ كانت أن تتجاوز حدودها تحت دعوى حرية التعبير فتطاول على دينها أو كتاب ربها جل وعلا أو نبيها محمدٍ صلى الله عليه وسلم .

ثالثاً: إن سياسات العداء للإسلام والمسلمين عموماً يعزز جانب العنصرية ويكرس الكراهية ويدعمها ضد جالية إسلامية كبيرة في فرنسا، والتي لها دورها الإيجابي في نواحي الحياة المتعددة الاجتماعية منها والاقتصادية .

رابعاً: إن كان ماكرون والفرنسيون تناسوا جرائمهم ضدّ المسلمين في أنحاء العالم فإنّ التاريخ شاهد على مجازرهم في الجزائر التي قتلوا فيها نحو مليوني نفساً مسلمة من النساء والأطفال والشيوخ ، والمغرب ومالي وإفريقيا الوسطى وسوريا ومساعدة الصرب على ارتكاب أبشع جرائم الإبادة والاغتصاب والتهجير ضدّ مسلمي البوسنة .

خامسا: إنّ إيذاء الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أو أي رسول من الرسل عليهم السلام هو أمر عظيم ومحرم وخطير في الشرائع الإلهية كلها، سواء يؤذونهم بالأقوال أو الأفعال، وهذا مما يوجب لعنهم وإبعادهم وطردهم مِن كل خير في الدنيا والآخرة، وهم متوعدون في الآخرة عذابًا يُذلُّهم ويهينهم قال الله تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ یُؤۡذُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فِی ٱلدُّنۡیَا وَٱلۡـَٔاخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمۡ عَذَابࣰا مُّهِینࣰا﴾ [الأحزاب ٥٧]. وهذا يشمل كل أذية، قولية أو فعلية، من سب وشتم، أو تنقص له، أو لدينه، أو ما يعود إليه بأي أشكال وصور الأذى المتنوعة والمختلفة.

وأخيراً نقول:

إنّ الإسلام الذي يحاربه ماكرون والفرنسيون وغيرهم؛ هو دين الله القوي القهار وهو النور الذي تحتاجه الإنسانية اليوم وقد تكفل الله جل وعلا بنصره فقال تعالى: ( يُرِيدُونَ أَن يُطْفِـُٔواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفْوَٰهِهِمْ وَيَأْبَى ٱللَّهُ إِلَّآ أَن يُتِمَّ نُورَهُۥ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَٰفِرُونَ) التوبة: ٣٢

بيان صادر عن

الهيئة العليا لرابطة علماء المسلمين

السبت 7 / ربيع الأول / 1442هـ

الموافق 24 / أكتوبر / 2020م