بشأن مسلمي الأُيغور في تركستان الشرقية»
بيان رقم ( 125 )
الاثنين 4 / جمادى الأولى / 1441هـ
«بيان بشأن مسلمي الأُيغور في تركستان الشرقية»
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد ...
فقد تابعت رابطة علماء المسلمين ما يقع من ظلم واضطهاد وذل وهوان لم تشهده البشرية في واقعنا المعاصر بحق إخواننا المستضعفين في تركستان الشرقية.
وإننا إذ نتابع مجريات الأحداث عن كثب وما يقع على أهلنا المستضعفين في تركستان الشرقية من جرائم مروعة نؤكد على ما يلي:
أولاً: تستنكر رابطة علماء المسلمين سكوت أكثر دول العالم، وخاصة بعض الدول العربية والإسلامية، على ارتكاب الجرائم والمؤامرات ضد شعب مسلم مظلوم ومهان قد عُزل عن العالم الخارجي كلّه، ولاحول له من أمره ولا قوة، بل وتآمر البعض على قضيتهم.
ثانياً: إن الواجب المتحتم على الدول العربية والإسلامية هو نصرة المستضعفين ، والقيام بواجبهم تجاه هذه المجازر والجرائم ، وهذا الإذلال المرتكب ضد أناس مسلمين ضعفاء عزّل ، بدلاً من التآمر عليهم ، وتأييد الظالم على المظلوم والمكلوم ، فنصرة الظلم وأهله عاقبته عند الله جل وعلا وخيمة شديدة ، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللَّه َلَيُمْلِي لِلظّالِمِ حتّى إذا أخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ قالَ: ثُمَّ قَرَأَ:﴿وَكَذلكَ أخْذُ رَبِّكَ إذا أخَذَ القُرى وهي ظالِمَةٌ إنَّ أخْذَهُ ألِيمٌ شَدِيدٌ﴾)[رواه البخاري] ، وإنه من المعلوم أن مثل هذه الجرائم المراد والمقصود منها هو محاربة ظاهرة للإسلام والمسلمين عموماً .
ثالثاً: إن الواجب المتحتم على الشعوب الإسلامية مناصرة إخوانهم المستضعفين والمظلومين والمكلومين بكل أشكال الدعم الممكنة المادية منها والمعنوية.
قال الله تعالى: ﴿وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾ [الأنفال 72]. وقال عليه الصلاة والسلام: (مثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحمِهم وتعاطفِهم كمثلِ الجسدِ الواحدِ إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائرُ الجسدِ بالحمى والسهرِ). [أخرجه البخاري ومسلم من حديث النعمان بن بشير رضي الله تعالى عنه]
رابعاً: تهيب رابطة علماء المسلمين بالمنظمات الحقوقية أن تضطلع بدورها في كشف حيثيات هذه الجرائم، وهذا الإذلال والإهانة المتعمدة، وندعو المؤسسات الخيرية والإنسانية إلى مد يد العون لهم وتخفيف معاناتهم.
خامساً: على العلماء والدعاة والخطباء أن يتحدثوا عن هذه القضية، وعن هذا الظلم والقهر والاستبداد الواقع على إخوانهم في تركستان الشرقية في منابرهم المتنوعة، وأن يقوموا بما أوجب الله تعالى عليهم من النصرة والعون والدعاء لإخوانهم المظلومين والمضطهدين في تركستان الشرقية، وفي مشارق الأرض ومغاربها.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلمٍ يخذُلُ امرأً مسلمًا في موضعٍ تُنتهكُ فيه حُرمتُه ويُنتَقصُ فيه من عِرضِه إلّا خذله اللهُ في موطنٍ يُحِبُّ فيه نُصرتَه وما من امرئٍ ينصُرُ مسلمًا في موضعٍ يُنتَقصُ فيه من عِرضِه ويُنتهكُ فيه من حُرمتِه إلّا نصره اللهُ في موطنٍ يُحبُّ فيه نُصرتَه).[أخرجه أبو داود ]
سادساً: إن الواجب على وسائل الإعلام فضح مرتكبي مثل هذا الظلم والاستبداد المستمر والواقع على إخواننا المسلمين في تركستان الشرقية، والعمل على مقاضاتهم كمجرمي حرب وإبادة ضد أناس مكلومين ومسجونين ومحبوسين ومقهورين بكل أشكال القهر والظلم والإذلال والإهانة.
وفي الختام ندعو الله سبحانه وتعالى أن يفرج كربتهم ومصيبتهم، ويعظم لهم أجرهم، وأن ينصرهم على عدوهم، وأن ينتقم ممن آذاهم وعاداهم وقهرهم، وتآمر عليهم وظلمهم. ( والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون) .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
صادر عن
الهيئة العليا لرابطة علماء المسلمين
الاثنين 4 / جماد الأولى / 1441هـ
الموافق 30 / ديسمبر / 2019م