بيان بشأن قرار السلطات الصهيونية منع الأذان في القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة
بيان رقم ( 87 )
السبت 12 / جمادى الأخر / 1438هـ
بيان بشأن قرار السلطات الصهيونية منع الأذان في القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد :
فلا تزال القرارات والممارسات الإجرامية الظالمة تتوالى على مقدساتنا وأهلنا في الأراضي الفلسطينية المحتلة؛ من قبل كيان الاحتلال اليهودي الصهيوني الغاصب، تحت سمع وبصر العالم، بل وبدعم الدول الكبرى، وكان من آخر هذه الممارسات الإجرامية التعسفية المصادمة لكل الشرائع السماوية والدساتير الأرضية؛ قرار الكنيست الصهيوني القاضي بمنع رفع الأذان في القدس الشريف وفي سائر الأراضي الفلسطينية المحتلة؛ في انتهاك سافر جديد للمواثيق الدولية ومبادئ حقوق الإنسان المزعومة؛ ولا يزال يتحقق فيهم وفي أشباههم قول الله عز وجل: (لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ) [التوبة: 10].
وإننا إزاء هذا التطور الخطير لنجد لزاما علينا التأكيد والتذكير بما يلي:
أولاً: إن قرار الكيان الصهيوني الغاصب بمنع الأذان في القدس الشريف وسائر أرض فلسطين المسلمة؛ لهو من أعظم الظلم الذي يتوجب على المسلمين دفعه بكل سبيل؛ وقد قال تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [البقرة: 114].
وهذا تطور خطير يتطلب من جميع المسلمين حكومات وشعوبا التصدي لهذا المخطط الآثم بكافة الوسائل والسبل المتاحة.
ثانياً: إن هذا القرار الإجرامي يأتي ليؤكد للجميع زيف ما يسمى بعملية السلام مع الكيان الصهيوني الغاصب؛ وأنها مجرد سراب خادع لا يغتر به من عرف طبائع اليهود وكيدهم ومكرهم ونكثهم للعهود والمواثيق، وأن السبيل الوحيد لاسترداد الحقوق لا يكون إلا بالجهاد والمقاومة، ولذا فإننا ندعو الشعب الفلسطيني كافة إلى مواجهة الكيان الصهيوني الغاصب بكل سبل القوة الممكنة فإن هؤلاء اليهود المعتدين قوم بهت مطل لا يردعهم عن ظلمهم وبغيهم إلا القوة، وما سوى ذلك فهو ضرب من الوهم وإضاعة الوقت ومنحهم الفرصة لتمرير عدوانهم الآثم ومخططهم الخبيث.
وقد قال الله عز وجل: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)[الحج:40].
ثالثاً: إننا نؤكد على أهمية دور الشعوب المسلمة كافة في كل أقطار الأرض في مواجهة هذا العدوان الآثم، وإلى الإنكار العلني لقرار اليهود الباطل، ودعم إخوانهم في فلسطين بكل ما هو ممكن وخاصة المال، ورفع الحصار الظالم عنهم.
كما نؤكد على واجب الحكومات العربية والإسلامية تجاه هذا العدوان، وعلى تلك الدول التي تربطها علاقات دبلوماسية مع هذا الكيان الصهيوني أن تمارس دورها المنوط بها تجاه حماية مقدسات المسلمين، وقطع هذه العلاقات فورا؛ والسعي لدعم فصائل المقاومة الفلسطينية بكافة وسائل الدعم حتى تعود الحقوق لأهلها.
كما ندعوها لتعزيز الدعوة للمقاطعة الاقتصادية للكيان الصهيوني الغاصب وكل من يتعامل معه.
رابعاً: نذكر علماء المسلمين بدورهم العظيم في توجيه الشعوب لحفظ مقدساتهم ودينهم ونصرة إخوانهم. كما نطالب المؤسسات العلمية والحقوقية والإعلامية بتوجيه طاقاتهم في مواجهة هذا القرار الغاشم.
خامساً: نوصي إخواننا في أرض الرباط؛ فلسطين المسلمة الصامدة؛ أن يجتهدوا في إقامة هذه الشعيرة العظيمة ورفع الأذان على المساجد والبيوت ولو كانت المساجد مهدمة، كما نوصيهم بالصبر والمصابرة والرباط والثبات فإن النصر مع الصبر وإن الفرج مع الكرب وإن مع العسر يسرا...
قال تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [آل عمران: 200].
(والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون)
نسأل الله تعالى أن ينصر دينه ويعلي كلمته ويهزم اليهود المعتدين ومن شايعهم إنه ولي ذلك والقادر عليه...
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
بيان صادر عن
الهيئة العليا لرابطة علماء المسلمين
السبت 12 / جمادى الآخر / 1438هـ
الموافق 11 / مارس / 2017م