بيان بشأن ما تتعرض لها الأقليات المسلمة من مضايقات واضطهاد
بيان رقم ( 89 )
الأحد 27 / جمادى الأخرة / 1438هـ
((بيان بشأن ما تتعرض لها الأقليات المسلمة من مضايقات واضطهاد))
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه وبعد؛
فإنه مما تقرر في شريعة الإسلام الخالدة؛ أن المسلمين أمة واحدة؛ تتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ يَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ، وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ؛ قال تعالى: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) [الأنبياء: ٩٢]. و قال عز وجل: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) [الحجرات: ١٠].
ومما لم يعد خافيًا على أحد ما يتعرض له إخواننا من أبناء الجاليات والأقليات في مشارق الأرض ومغاربها من انتهاكات صارخة واضطهادات وجرائم عنصرية بغيضة في ظل صمت أممي وإعلامي فاضح تارة، أو مباركة ومشاركة مكشوفة تارة أخرى.
ومن آخر هذه الانتهاكات ماتتعرض لها الأقليات المسلمة في كثير من دول الغرب من اعتداءات على مساجدها ومؤسساتها، ومصادرة لحقوقها الدينية ، والتي تقرها كل الشرائع والمواثيق الدولية، وما تعاني منه نساء المسلمين من تضييق وانتهاكات صارخة وتشريعات ظالمة؛ يحدث ذلك كله في ظل خطاب عدائي ممنهج يؤجج للكراهية والتصعيد تتبناه مؤسسات الدول وإعلامها!!
وإن كل ما سبق ليحتم على أهل الإسلام شعوبًا وحكومات بمقتضى هذه الإخوة الإيمانية، دفع هذا الظلم عن إخوانهم بكل سبيل والأخذ على يد الظالم كما قال الله عز وجل: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) [التوبة:71] أي: بعضهم يوالي بعضًا، فهم يد واحدة.
وقال سبحانه: (وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) [الأنفال: ٧٢].
وقال ﷺ: «المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ، وَلَا يَحْقِرُهُ » أخرجه البخاري ومسلم.
فالنصوص السابقة وغيرها تؤكد أخوة المسلمين وأنهم كالجسد الواحد، وعصمتهم واحدة في الدماء والأموال والأعراض أينما حلوا، بغض النظر عن المكان الذي يسكنون فيه.
وانطلاقا من واجبها الذي أناطها الله به؛ فإن رابطة علماء المسلمين تؤكد على الآتي:
(1) تثمن الرابطة جهود المؤسسات العلمية والدعوية في الغرب، وماتقوم به من أعمال عظيمة في مجال التعليم والتوجيه لأبناء المسلمين وإرشادهم إلى عقيدة الإسلام الوسطية وأخلاقه العالية، وتدعو جميع المسلمين إلى دعمها.
(2) تثمن الرابطة حرص أبناء الجالية المسلمة في تلك الدول على عقيدتهم واعتزازهم بدينهم الإسلامي، رغم ما يتعرضون له من تضييقات وانتهاكات.
(3) تدعو الرابطة عقلاء الغرب ومنصفيه والمؤسسات الحقوقية والإنسانية إلى القيام بواجبهم وتطبيق شعاراتهم في احترام حقوق الإنسان، وعدم الكيل بمكيالين؛ فمثل هذه الممارسات من أكبر أسباب نشر الكراهية والإرهاب في العالم.
(4) كما تؤكد رابطة علماء المسلمين على منهجها الراسخ في استنكار الأعمال الإجرامية والإرهابية التي تستهدف الأبرياء في الدول الغربية وغيرها، والتي تقف وراءها جهات وكيانات مشبوهة يستغلها الأعداء لتمرير مخططاتهم في تشويه دين الإسلام واستهداف أهله والتضييق عليهم.
(5) تدعو الرابطة المؤسسات والهيئات والروابط الإسلامية بالقيام بواجبها في نصرة الأقليات الإسلامية ودعمهم بكل سبيل؛ واستفراغ الوسع في تعليمهم بإنشاء ودعم المدارس والجامعات والمراكز الإسلامية، التي تتماشى مع واقع المجتمع.
(6) كما تدعو المؤسسات الإعلامية المختلفة إلى الاهتمام الإعلامي بهذه الأقليات المسلمة؛ من خلال تغطية أخبارها وقضاياها ومشكلاتها وعرضها على الرأي العام المحلي والعالمي.
(7) على الدول الإسلامية القيام بواجبها تجاه نصـرة قضايا الأقليات المسلمة، وأن توظف علاقاتها الدبلوماسية، والمصالح المتبادلة مع الدول التي توجد فيها تلك الأقليات؛ لدعم احتياجاتهم وحقوقهم المشـروعة في ممارسة عبادتهم و احترام مؤسساتهم و مساجدهم وشعائر دينهم بحرية.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
بيان صادر عن
الهيئة العليا لرابطة علماء المسلمين
الأحد 27 / جمادى الآخرة / 1438هـ
الموافق 26 / مارس / 2017م