بيان بشأن مسلمي الأُيغُور في تركستان الشرقية
بيان رقم ( 122 )
الجمعة 16 / ذي القعدة / 1440هـ
« بيان بشأن مسلمي الأُيغُور في تركستان الشرقية »
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . أما بعد ...
فقد تابعت الروابط والهيئات العلمائية ما يقع من ظلم واضطهاد وذل وهوان لم تشهده البشرية في واقعنا المعاصر بحق إخواننا المستضعفين في تركستان الشرقية.
وإننا إذ نتابع مجريات الأحداث عن كثب وما يقع على أهلنا المستضعفين في تركستان الشرقية من جرائم مروعة نؤكد على ما يلي :
أولاً : يستنكر علماء المسلمين سكوت أكثر دول العالم ، وخاصة بعض الدول العربية والإسلامية ، على ارتكاب الجرائم والمؤامرات ضد شعب مسلم مظلوم ومهان قد عُزل عن العالم الخارجي كلّه ، ولاحول له من أمره ولا قوة ، بل وتآمر البعض على قضيتهم .
ثانياً: تستنكر الروابط والهيئات العلمائية اجتماع بعض الدول العربية ضمن"37 دولة" ، على توجيه رسالة للأمم المتحدة تدعم الصين، رداً على رسالة وجهتها "22 دولة غالبيتها غربية " ، تنتقد فيها سياسة الصين بحق مسلمي الايغور ، رغم انتهاكات الصين الصارخة لحقوق أقلية الايغور المسلمة في شينجيانغ ، وأيم الله تعالى إن هذا لمن الخذلان الأليم ؛ والخسران المبين ؛ والخزي العظيم .
ثالثاً : إن الواجب المتحتم على الدول العربية والإسلامية هو نصرة المستضعفين ، والقيام بواجهم تجاه هذه المجازر والجرائم ، وهذا الإذلال المرتكب ضد أناس مسلمين ضعفاء عزّل ، بدلاً من التآمر عليهم ، وتأييد الظالم على المظلوم والمكلوم ، فنصرة الظلم وأهله عاقبته عند الله جل وعلا وخيمة شديدة ، قال النبي صلى الله عليه وسلم: « إنَّ اللَّه َلَيُمْلِي لِلظّالِمِ حتّى إذا أخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ قالَ: ثُمَّ قَرَأَ:{وَكَذلكَ أخْذُ رَبِّكَ إذا أخَذَ القُرى وهي ظالِمَةٌ إنَّ أخْذَهُ ألِيمٌ شَدِيدٌ} » رواه البخاري ، وإنه من المعلوم أن مثل هذه الجرائم المراد والمقصود منها هو محاربة ظاهرة للإسلام والمسلمين عموماً .
رابعاً : إن الواجب المتحتم على الشعوب الإسلامية مناصرة إخوانهم المستضعفين والمظلومين والمكلومين بكل أشكال الدعم الممكنة المادية منها والمعنوية .
قال الله تعالى : « وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ » الأنفال 72 . وقال عليه الصلاة والسلام : « مثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحمِهم وتعاطفِهم كمثلِ الجسدِ الواحدِ إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائرُ الجسدِ بالحمى والسهرِ » أخرجه البخاري ومسلم من حديث النعمان بن بشير رضي الله تعالى عنه .
خامساً : تهيب الروابط والهيئات العلمائية بالمنظمات الحقوقية أن تضطلع بدورها في كشف حيثيات هذه الجرائم ، وهذا الإذلال والإهانة المتعمدة ، وندعو المؤسسات الخيرية والإنسانية إلى مد يد العون لهم وتخفيف معاناتهم .
سادساً : على العلماء والدعاة والخطباء أن يتحدثوا عن هذه القضية، وعن هذا الظلم والقهر والاستبداد الواقع على إخوانهم في تركستان الشرقية في منابرهم المتنوعة ، وأن يقوموا بما أوجب الله تعالى عليهم من النصرة والعون والدعاء لإخوانهم المظلومين والمضطهدين في تركستان الشرقية ، وفي مشارق الأرض ومغاربها .
قال النبي صلى الله عليه وسلم: « ما من مسلمٍ يخذُلُ امرأً مسلمًا في موضعٍ تُنتهكُ فيه حُرمتُه ويُنتَقصُ فيه من عِرضِه إلّا خذله اللهُ في موطنٍ يُحِبُّ فيه نُصرتَه وما من امرئٍ ينصُرُ مسلمًا في موضعٍ يُنتَقصُ فيه من عِرضِه ويُنتهكُ فيه من حُرمتِه إلّا نصره اللهُ في موطنٍ يُحبُّ فيه نُصرتَه » أخرجه أبو داود .
سابعاً : إن الواجب على وسائل الإعلام فضح مرتكبي مثل هذا الظلم والاستبداد المستمر والواقع على إخواننا المسلمين في تركستان الشرقية ، والعمل على مقاضاتهم كمجرمي حرب وإبادة ضد أناس مكلومين ومسجونين ومحبوسين ومقهورين بكل أشكال القهر والظلم والإذلال والإهانة .
وفي الختام : ندعو الله سبحانه وتعالى أن يفرج كربتهم ومصيبتهم ، ويعظم لهم أجرهم ، وأن ينصرهم على عدوهم ، وأن ينتقم ممن آذاهم وعاداهم وقهرهم ، وتآمر عليهم وظلمهم .
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
روابط وهيئات وجمعيات علماء المسلمين ، الموقعون أدناه :
1- رابطة علماء المسلمين
2- الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
3- هيئة علماء فلسطين في الخارج
4- رابطة علماء أهل السنة
5- هيئة علماء ليبيا
6- رابطة علماء أهل السنة بالعراق
7- الحملة العالمية لمقاومة العدوان
8- تيار أهل السنة في لبنان
9- المنتدى السياسي الدولي
10 - رابطة علماء المغرب العربي
11 - هيئة الافتاء الليبية
12- هيئة علماء المسلمين في لبنان
13- رابطة علماء آسيا
14/ ذوالقعدة/1440هـ
الموافق 17/ يويلو / 2019م