الخميس ، 19 جمادى الأول ، 1446
section banner

بيان حول زيارة النتن ياهو إلى ‏سلطنة عمان وزيارة الفرق الرّياضيّة والثّقافيّة إلى قطر والإمارات

بيان حول زيارة النتن ياهو إلى ‏سلطنة عمان وزيارة الفرق الرّياضيّة والثّقافيّة إلى قطر والإمارات

 بيان رقم (113)

الاثنين 20 / صفر / 1440هـ

بيان حول زيارة النتن ياهو إلى ‏سلطنة عمان وزيارة الفرق الرّياضيّة والثّقافيّة إلى قطر والإمارات

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمدلله القائل : (فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ) والصّلاةُ والسّلام عل الصادق المصدوق نبينا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين ؛وبعد:

لقد دهش المسلمون عامة والعلماء منهم خاصة بزيارة ‏رأس الكيان المجرم ورئيس وزرائه (النتن ياهو ) إلى سلطنة عمان مع وفد صهيونيّ، وما ‏تبع هذه الزّيارة من ترحيبٍ رسميّ بحرينيّ وسعوديّ بها وبمبدأ التّطبيع مع الكيان ‏الصّهيونيّ، وكان قبل هذه الزيارة بأيام استقبال الوفود ‏الرياضية والثقافيّة الصّهيونيّة في قطر والامارات العربيّة المتحدة.

لقد توقع العلماء بمثل هذه الخطوات المتسارعة إبان الحديث المتزايد عما سمي بـ "صفقة القرن " وقد وقعت الزيارة تحت حجة الوساطة للسلام بين الكيان المجرم والفلسطينيين، وتلك شنشنة عرفناها عمن قبلهم للتطبيع مع المغتصبين الآثمين، متجاهلين موقف الصمود والتضحيات لأهل غزة وبيت المقدس إزاء صلف العدو وغطرسته كأنهم لا يعلمون.

إن الفقه المتنزل على هذه الحالة من السلم الخانع ليست نصوص الهدنة والصلح الجائز مع الأعداء وإنما هو قول الله تعالى : (فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ )، لما في ذلك من إقرار العدو على احتلاله ، ولا حجة لهم في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم مع اليهود لأنه إنما كان عهداً مع قوم لهم أرض وحصون ومال وسلطان حصلوا عليه قبل الإسلام وهؤلاء يجوز معاهدتهم تبعاً للمصلحة المعتبرة شرعاً.

أما صهاينة اليوم فهم معتدون على المسلمين، وغاصِبون لأرضهم ومالهم ومُظاهرون لأعدائهم فضلاً عن عداوتهم الشّاملة للإسلام وكتابه. فهو صلح باطل لما فيه من الشروط الباطلة المضادة للإسلام ، وقد جاء في حديث عائشة رضي الله عنها مرفوعاً: ( ما كان من شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مائة شرط كتاب الله أحق وشرط الله أوثق ) متفق عليه . ففيه من الشروط الاعتراف بالكيان اليهودي ، وإلغاء الجهاد ما يتحتم معه بطلانه ، ومن هنا لا بُدّ من سبقهم بقطع الطريق عليهم علناً لكي لا ينسُجوا خيوط غدرهم بنا في ظل هذه العهود المعتمة.

بل التطبيع بمضامينه السياسية يتعارض مع أصول الدين لأنه تمهيد لإلغاء عقيدة الولاء والبراء، فالتطبيع يمثل الدعامة الرئيسية للتغلغل الصهيوني في المنطقة، لأنه أعمق وأكثر استقراراً من أي ترتيبات أمنية.

هذا وقد فصل علماء الأمّة قبل أشهر عدّة الأدلة الشرعية على حرمة هذا التطبيع في كافة مجالاته وصوره في الإصدار الذي نعيد نشره لاهميته وهو بعنوان "ميثاق علماء الأمة في مقاومة خطر التطبيع " السياسي" ‏.

فنهيب بجميع العلماء والدعاة ، والقائمين على المنصات الإعلامية المختلفة العناية بهذا الميثاق ونشره على كافة الأصعدة فقد وقع عليه ما يقرب من مائة وسبعين هيئة ورابطة وجمعية من مختلف البلاد الإسلامية فلا حجة لأحد بعدها للإلتفات الى من لا خلاق لهم ممن يبيعون دينهم بعرض من الدنيا قليل (وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاءُ ۚ وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم ).

بيان مؤتمر علماء الأمة لمقاومة التطبيع السياسي مع الكيان الصهيوني على الرابط : goo.gl/KstK8X

بيان صادر عن

الهيئة العليا لرابطة علماء المسلمين

الاثنين 20 / صفر / 1440هـ

الموافق 29 / أكتوبر / 2018م