بيان رابطة علماء المسلمين بشأن منع ارتداء الحجاب في طاجكستان

الحمد لله أعزَّ المؤمنات بحجاب العِفَّة والستر، وجعله من فرائض الشريعة وبه نزل الإيجاب والأمر، وصلى الله وسلم وبارك على المبعوث رحمة للعالمين، وهداية للخلق أجمعين، وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدِّين، أما بعد:

فقد تناقلت وسائل الإعلام المختلفة خبر منع الحكومة الطاجيكية ارتداء النساء المسلمات الحجاب الشرعي في الدوائر والمؤسسات الحكومية، وفرض غرامات باهظة على كل امرأة تفعل ذلك.

 وإزاء هذا المنكر الخطير في هذا البلد الذي يمثل المسلمون فيه نسبة 98% من سكانه، والذي توارث أهله العلم والدين كابرًا عن كابر، وعرف أجداده بنشر علوم الإسلام وخدمة الشريعة الربانية.

فقد أصدرت رابطة علماء المسلمين البيان التالي:

أولًا: الرفض التام لهذا المنع الظالم لحجاب الشرعي الذي هو شعيرة من شعائر الإسلام. والتأكيد على أن هذا القرار الذي قررته الحكومة الطاجيكية يخالف الشريعة الإسلامية مخالفة صريحة، واعتباره هو والعدم سواء؛ حيث أجمع علماء المسلمين في كلِّ عَصرٍ ومِصرٍ على فرضية حجاب المرأة المسلمة، وأنه لا يجوز لها بحال أن تكشف عن شعرها أو ذراعيها أو ما فوق ذلك، وأن حجاب المسلمة لا يتطلب إذنًا من ولي أمرها ولا من حاكم أصلًا؛ إذ الآمر به هو الله تعالى.

قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} [الأحزاب: 53].

وقال جلَّ وعلا: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الأحزاب: 59].

 ثانيًا: دعوة جميع المسلمين في جميع دول العالم إلى القيام بواجبهم المنوط بهم، ودعم إخوانهم وأخواتهم في طاجيكستان بكل سبيل في إبطال هذا الحكم الظالم، ورفع هذا الحظر المنكر.

عملًا بقول الله تعالى: (والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) (الأنفال:73). وبقوله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((مَثَلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحُمِهم وتعاطُفِهم مَثَلُ الجَسَدِ؛ إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والحُمَّى)) رواه البخاري (6011)، ومسلم (2586).

 ثالثًا: تهيب رابطة علماء المسلمين بالهيئات والمؤسسات الشرعية الرسمية ورموزها إلى القيام بما أوجبه الله على أهل العلم من بيان الحق، وإلزام دولهم وحكوماتهم بالعمل الجاد على رفع هذا الحظر، وممارسة جميع الضغوط الممكنة على حكومة هذه البلدة حتى تستجيب لرفع هذا الظلم البين .

رابعًا: تدعو رابطة علماء المسلمين جميع دول العالم الحرِّ عامة والإسلامي خاصة، والمؤسسات النسائية التي لطالما أعلنت دفاعها عن المرأة وحقوقها! وكذلك المنظمات الحقوقية- تدعو الجميع إلى إدانة هذا الظلم والتمييز العنصري الذي يستهدف النساء المسلمات، ويخالف كل ما توافق عليه العالم من حقوق الإنسان في حرية التدين والفكر وغير ذلك من الأمور.

والذي ينتقص من حق المرأة المسلمة الإنساني والديني الذي كفلته لها جميع المواثيق والقوانين الدولية، كما ورد في ميثاق الحقوق الأساسية للاتحاد الأوروبي في المادة (10) التي تنص على أنَّ: "كل شخص له الحق في حرية إعلان الديانة أو العقيدة والتعبد والتعليم والممارسة وإقامة الشعائر، إما بمفرده، أو بالاجتماع مع الآخرين، وإما بشكل علني أو بشكل سري".

وكذلك ميثاق حقوق الإنسان الصادر عن الأمم المتحدة في المادة (18) والتي تنص على أن: " لكل شخص الحق في حرية الفكر والوجدان والدين" .

خامسًا: تؤكد رابطة علماء المسلمين دعمها التام للشعب الطاجيكي المسلم وتشد على يد المسلمات في طاجكستان، وتمسكهنَّ بدينهن وحجابهنَّ وصبرهنَّ على ذلك.

سادسًا: تدعم رابطة علماء المسلمين حراك المسلمين في طاجيكستان اليوم الجمعة القادمة تحت عنوان: (يوم الحجاب في طاجيكستان).. كما تدعو الرابطة خطباء الجمعة إلى الدعوة لنصرة أخواتهن ورفع الظلم عنهن.

  اللهم ادفع عن بلاد المسلمين أسباب الفساد وطرائق الانحراف، وجنِّبهم الفِتنَ ما ظهر منها وما بطن، برحمتك يا أرحم الراحمين.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

رابطة علماء المسلمين