1- النصوص القرآنية والنبوية في فضل الأيام العشر.
2- كيفية استغلال هذه الأيام العشر.
أ) اغتنام الأوقات الفاضلة:
قال تعالى: {وَالفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر:1-2] قال ابن كثير: المراد بها عشر ذي الحجة، وهو قول غير واحدٍ من أهل العلم منهم ابن عباس ومجاهد وابن الزبير.
وقال تعالى: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا البَائِسَ الفَقِيرَ} [الحج:27] أيام معلومات: قال ابن عباس: أيام العشر، روى البخاري تعليقاً، وصحح إسناده ابن حجر موصولاً.
روى البخاري عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما العمل في أيام العشر أفضل من العمل في هذه، قالوا: ولا الجهاد؟ قال: ولا الجهاد إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء».
روى الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما من أيام العمل الصالح فيهنّ أحب إلى الله من هذه الأيام العشر، فقالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء».
روى أحمد عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهنّ من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهنّ من التهليل والتكبير والتحميد» وعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أفضل أيام الدنيا أيام العشر».
ب) الدلالة على فضيلة أيام العشر:
- إطلاق العمل فيها خير من التقييد حتى يعمل كل عاملٍ بما يستطيع.
- سؤال الصحابة عن الجهاد لأنهم علموا أنه أفضل الأعمال.
روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: دلني على عمل يعدل الجهاد. قال: لا أجده، قال: هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك فتقوم ولا تفتر، وتصوم ولا تفطر، قال: ومن يستطيع ذلك».
أن العمل الصالح أفضل من الجهاد إلا من رجل خرج بماله ونفسه وقتل في سبيل الله.
فهو أعظم من جميع العاملين.
قال ابن حجر: لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه وهي: الصلاة والصيام والصدقة والحج ولا يأتي ذلك في غيره.
ج) ما يجب فعله لاستغلال فضيلة العشر:
1- العزم على استغلال هذا الوقت الفاضل:
ثانياً: بالتوبة إلى الله.
2- المحافظة على الواجبات:
روى البخاري عن أبي هريرة مرفوعاً قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن الله قال: «من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به..».
3- المحافظة على نوافل الطاعات:
الذكر، قراءة القرآن، التسبيح، التحميد، التهليل.
قال تعالى: {.. وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ..} [الحج:27].
روى أحمد عن ابن عمر مرفوعاً عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهنّ من هذه الأيام العشر؛ فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد».
روى البخاري تعليقاً: كان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرها.
كما ورد في حديث ابن مسعود: «الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد» [رواه ابن أبي شيبة في مصنفه].
روى أبو داود عن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: «كان رسول الله يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر: أول اثنين من الشهر والخميس» [ضعفه أكثر أهل العلم وحسنه الأرناؤوط في جامع الأصول (6/320)].
روى مسلم عن الترمذي عن أبي قتادة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صيام يوم عرفة إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده».
روى مسلم عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وأنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء..».
روى الترمذي عن ابن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خير الدعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير» [حسنه الألباني في الجامع (3274)].
روى أحمد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «.. إن هذا اليوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه غفر له» [صححه أحمد شاكر].
روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة».
المبرور: الأصح المشهور أن المبرور هو الذي لا يخالطه إثم، مأخوذ من البر وهو الطاعة.
وقيل: هو المقبول، ومن علامة القبول أن لا يرجع خيراً مما كان ولا يعاود المعاصي.
وقيل: هو الذي لا رياء فيه.
قال تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [الكوثر:2] المراد:صلاة العيد.
روى البخاري ومسلم عن أم عطية قالت: «أمرنا رسول الله أن نخرجهن في الفطر والأضحى العواتق والحيض وذوات الخدور، فأما الحيض فيعتزلنّ الصلاة، ويشهدنّ الخير ودعوة المسلمين..».
يجب على القادر أن يضحي كما قال ابن القيم.
روى أحمد وابن ماجه والدارقطني عن أبي هريرة مرفوعاً: «من كان له سعة ولم يضح فلا يقربن مصلانا» [حديث حسن].
و) ما يجب على المضحي أن يفعله:
روى مسلم عن أم سلمة مرفوعاً: «إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فلا يمس من شعره وبشره شيئاً».
وروى أصحاب السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره».
روى ابن أبي شيبة عن ابن مسعود: «أنه كان يكبر من صلاة الفجر يوم عرفة إلى صلاة العصر من يوم النحر».