الأحد ، 11 ذو القعدة ، 1445
section banner

محمد صلاح يجدد أمجاد المصريين

poster

محمد صلاح رحمه الله تعالى كان جنديًّا صغيرًا بسيطًا في الجيش المصري -عمره 22 عامًا-، قرر -قبل أيام قليلة- أن يُذكِّر المصريين وعموم المسلمين بأمجادهم في مواجهة العدوان اليهودي؛ فحمل سلاحه الفردي واقتحم الحدود المصطنعة، وقتل وجرح عددًا من جنود الكفر والطغيان اليهودي الغاصب.. 

فماذا كان؟!! 

- إن محمد صلاح قد شفا صدور قوم مؤمنين ببث الرعب في اليهود كما جاء عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «نصرت بالرعب على العدو...». [رواه البخاري (2977) ومسلم (523) -واللفظ له- من حديث أبي هريرة رضي الله عنـه مرفوعًا]. 

وقد أرعب الكيان الصهيوني وقياداته.. وقد أجرت صحيفة "هارتس" وهي من أهم صحف الكيان مع يعقوب موشى شريد -أول وزير خارجية بعد بنغوريون، وتولى رئاسة الوزراء في فترة من الفترات- مقابلة صادمة للجمهور الصهيوني، كان مما قاله: إسرائيل ولدت بالخطيئة، وهذه الخطيئة تلاحقنا وستظل تلاحقنا. 

وقال -أيضًا-: متعاونًا رغمًا عني مع دولة إجرامية. 

ويتنبأ بمستقبل أسود لإسرائيل، ولذا أقنع أولاده بالهجرة، وهو يدعو الناس للهجرة من فلسطين. 

- محمد صلاح قام ليذكرنا أن الجيوش لم تؤسس وتقام -وينفق عليها المليارات من أقوات وعزيز أموال المسلمين- من أجل الزراعة والصناعة والتجارة، وصدّق بفعله هذا قول رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلًّا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم». [رواه أبو داود (3464) وغيره من حديث ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعًا، وصححه الألباني في الصحيحة (11)]. 

- محمد صلاح بنكايته في اليهود يرشد الجنود وعموم المسلمين بوجوب إحداث نقلة نوعية كبيرة لطريقة مواجهة اليهود، وهي المواجهة المباشرة الذي لا مفر منها. 

- محمد صلاح يذكرنا أن الجهاد ماض إلى يوم القيامة -وخاصة لرد المعتدين وإظهار الحق والدفاع عنه-؛ قال تعالى: ﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ‌وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا ٧٥ الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا﴾. 

وكما قال النبي صلَّى الله عليه وسلم: «لا يزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون». [رواه البخاري (7311) ومسلم (1921) من حديث المغيرة رضي الله عنـه]. 

وعن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ‌ظاهرين على من ناوأهم، حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال». [رواه أبو داود (2484) وصححه الألباني]. 

- محمد صلاح يذكرنا أن النجوميَّة الحقَّة ليست في لعب الكرة، والغناء، وارتكاب المعاصي جهارًا، وإنما النجم هو من يهتدي الناس بهديه ويقتدون به في الخير والصلاح، كما قال تعالى: ﴿‌وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ﴾. 

ولذلك قال الشافعي: إذا ذكر العلماء فـمالك ‌النجم. اهـ 

أي: يهتدى به من يريد الهداية.

- محمد صلاح يبث في أمة الإسلام الأمل بأنه ما زال -ولله الحمد- الكثير والكثير من المسلمين مشتعلة قلوبهم وعقولهم ونفوسهم بالغيظ من عدوهم، ويحملون همَّ المسلمين ويعرفون ما يدور حولهم من أحداث أمتهم؛ عن أبي عنبة الخولاني -وكان قد صلى القبلتين مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: «لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرسًا يستعملهم في طاعته». [رواه ابن ماجه (8) وحسنه الألباني في صحيح الجامع (7569)]. 

فالأمل كبير لا ينقطع، وغرس الله عزَّ وجلَّ من شباب هذه الأمة يظهرون متتابعين -بفضل الله تعالى- على نصرة الدين. 

- محمد صلاح يزيل شبهة سيطرة اليهود التقنية وعدم إمكان النصر عليهم، وأن تلك المعدات الحديثة لا تعني أن الأمر مستحيل؛ قال تعالى: ﴿إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ ‌فَلَا ‌غَالِبَ ‌لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾. 

- محمد صلاح يذكرنا أن قضية فلسطين والقدس والمسجد الأقصى ستبقى حيَّة في نفوس المسلمين عامة، وفي نفوس الشباب والأجيال القادمة خصوصًا -مهما طبَّع الـمُطَـبِّعون- حتى تعود إلى حوزة الإسلام وأهله، كما عادت زمن الصحابة رضي الله عنهـم، وزمن صلاح الدين الأيوبي رحمه الله تعالى..

 

فقتال اليهود حتمي، وقد قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «تقاتلكم اليهود فتُسلَّطون عليهم حتى يقول الحجر: يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله». [رواه البخاري (3593) ومسلم (2921) من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهـا مرفوعًا]. 

وعن أبي هريرة رضي الله عنـه أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: «لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي، فتعال فاقتله، إلا الغرقد؛ فإنه من شجر اليهود». [رواه مسلم (2922)]. 

فسيأتي يقينًا هذا اليوم الذي نتمكَّن فيه من رقاب اليهود ونرد لهم الصاع صاعين جراء إفسادهم في الأرض وانتهاك حرمات المسلمين بقتلهم وتشريدهم من أرضهم. 

- محمد صلاح يثأر لدماء المسلمين التي أراقها اليهود، ويقول لهم: نحن لا ننسى دماء إخواننا. 

- محمد صلاح ينسف جهود اليهود والنصارى وأذنابهم من العلمانيين التي بذلوها لعقود طويلة لتمزيق وحدة المسلمين، ويؤكد أن أمة الإسلام أمة واحدة، لا فرق فيها بين عربي وأعجمي، ولا بين مصري وشامي ويمني ومغربي... 

- محمد صلاح يوجه رسالته لشباب المسلمين المستهدفين من قِبَل اليهود والنصارى وعملائهم؛ تارة بالخمور والمخدرات والقنوات الإباحية وإفشال مسيرة التعليم... وتارة بالقتل والتشريد والاعتقالات... وكل ما يكيده أعداء الأمة من مكائد ليل نهار للسيطرة على مقدساتها وثرواتها... فهو يقول لهم: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ‌ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا﴾.  

- محمد صلاح يرسل رسالته لليهود -التي لن ينسوها أبدًا- وهي أنه: لا بقاء لكم -هانئًا- في أرض الإسلام. وقد قتلت منكم جمعًا، وسيأتي آخرون ليستأصلوكم من جذوركم. 

قد يشنع بعض من لا علم له على مقتل محمد صلاح وأنه لم يحقق شيئًا يُذكر، يجيب الإمام الطبري على نحو هذه الشبهة؛ فيقول ما خلاصته: إن النصر له صور متعددة؛ فهو لا يقتصر على نصر التمكين في الأرض، وقد رأينا في الواقع أن النصر يكون -بخلاف ذلك- تارة بهلاك الكافرين والمكذبين ونجاة رسله وعباده المؤمنين، وتارة يكون بتثبيت المؤمنين على إيمانهم حتى يلقوا الله عزَّ وجلَّ، وتارة يكون بأن يحمي الله عزَّ وجلَّ عباده المؤمنين من كيد الكافرين، وهذا نصُّ كلامه: 

 

يقول القائل: وما معنى: ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ وقد علمنا أن منهم من قتله أعداؤه ومثَّلوا به، كأشعياء ويحيى بن زكريا وأشباههما. 

ومنهم من همًّ بقتله قومه، فكان أحسن أحواله أن يخلص منهم حتى فارقهم ناجيًا بنفسه، كإبراهيم الذي هاجر إلى الشام من أرضه مفارقًا لقومه، وعيسى الذي رفع إلى السماء إذ أراد قومه قتله، فأين النصرة التي أخبرنا أنه ينصرها رسله، والمؤمنين به في الحياة الدنيا، وهؤلاء أنبياؤه قد نالهم من قومهم ما قد علمت، وما نصروا على من نالهم بما نالهم به؟ قيل: إن لقوله: ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ وجهين كلاهما صحيح معناه.

أحدهما: أن يكون معناه: إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا إما بإعلائنا إياهم على من كذَّبنا وإظفارنا بهم، حتى يقهروهم غلبة، ويذلوهم بالظفر ذلة، كالذي فعل من ذلك بداود وسليمان، فأعطاهما من الـمُلْك والسلطان ما قهرا به كل كافر، وكالذي فعل بمحمد صلَّى الله عليه وسلَّم بإظهاره على من كذَّبه من قومه، وإما بانتقامنا ممن حادَّهم وشاقهم بإهلاكهم وإنجاء الرسل ممن كذَّبهم وعاداهم، كالذي فعل تعالى ذكره بنوح وقومه، من تغريق قومه وإنجائه منهم، وكالذي فعل بموسى وفرعون وقومه، إذ أهلكهم غرقًا، ونجى موسى ومن آمن به من بني إسرائيل وغيرهم ونحو ذلك، أو بانتقامنا في الحياة الدنيا من مكذِّبيهم بعد وفاة رسولنا من بعد مهلكهم، كالذي فعلنا من نصرتنا أشعياء بعد مهلكه، بتسليطنا على قتله من سلطنا حتى انتصرنا بهم من قتلته، وكفِعلنا بقتلة يحيى، من تسليطنا بختنصر عليهم حتى انتصرنا به من قتله له، وكانتصارنا لعيسى من مريدي قتله بالروم حتى أهلكناهم بهم... إلى أن قال: 

والوجه الآخر: أن يكون هذا الكلام على وجه الخبر عن الجميع من الرسل والمؤمنين، والمراد واحد، فيكون تأويل الكلام حينئذ: إنا لننصر رسولنا محمدًا صلَّى الله عليه وسلَّم والذين آمنوا به في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد، كما بيَّنا فيما مضى أن العرب تخرج الخبر بلفظ الجميع والمراد واحد... [جامع البيان (21/400-401)].

 

- ومحمد صلاح رحمه الله تعالى يكفيه نصرًا أنه قد أعاد بث روح الجهاد في عموم المسلمين، وشوقهم لجهاد اليهود المعتدين، قال تعالى: ﴿إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ ١٢ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ ‌شَاقُّوا ‌اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ١٣ ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ﴾. 

 

🤲🏻 نسأل الله أن يُلحق محمد صلاح في الدرجات العلى من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا.