
بين سطور الصراع الإيراني/"الإسرائيلي"

كاد أهل التفاسير أن يُجمعوا على أن سرور المسلمين بغلبة الروم على الفرس في معركتهم الفاصلة الأخيرة، والتي بشرت بها الآيات الكريمات: ﴿الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ ۗ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ ۚ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ ۚ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5)﴾ إنما كان لأن الروم أهل كتاب كالمسلمين، والفرس أهل الأوثان أو نحوه من عبادة النار ككفار قريش والعرب، لكن القاضي أبا محمد (ابن عطية) رحمه الله، كان له تفسير آخر، ذكره في تفسيره، ويشير به إلى الرؤية الاستراتيجية التي كان يتمتع المسلمون الأوائل في قراءة الأحداث، وفي استشراف المستقبل وما ينفع مشروعهم الناهض فيما بعد، يقول ابن عطية: "ويشبه أن يعلل ذلك بما تقتضيه الفطر من محبة أن يغلب العدو الأصغر: لأنه أيسر مؤونة، ومتى غلب الأكبر كثر الخوف منه، فتأمل هذا المعنى مع ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ترجاه من ظهور دينه وشرع الله تعالى عز وجل الذي بعثه به، وغلبته على الأمم، وإرادة كفار مكة أن يرميه الله بملك يستأصله ويريحهم منه."[1]
وإذا أردنا أن نسحب ذلك على صراع إيران و"إسرائيل"؛ فإن النظر إليه من هذه الزاوية، زاوية تمني تهشيم عظام الطرف الأقوى، مع إضعاف الآخر الأضعف، هو تطلع جيد، إذ يصعب أن تحقق إيران انتصاراً على "إسرائيل"، في ظل التفوق الجوي، والاستخباري "الإسرائيلي"/الأمريكي/الأوروبي الواضح. وهي لو لم تخرج منهزمة تماماً من المعركة؛ فستحتاج لوقت طويل لترمم قدراتها بعد هذه الضربات المؤلمة، وفي المقابل؛ فإن "إسرائيل" لو أوجعتها ضربات طهران؛ فسيهز ذلك من ثقة "الإسرائيليين" بكيانهم، ولربما تخطط نسبة منهم للرحيل أو تحفزهم على ذلك مستقبلاً، ولربما تتعرقل بعض مخططات "إسرائيل" التالية. ولهذا فتكسير عظام الطرفين هو أمنية محمودة في ظل الضعف الذي يعانيه المسلمون في العالم عموماً والمنطقة خصوصاً.
من هذه الزاوية وحدها ربما كان ثمة تشابه مع حالة الفرس والروم، وتمني الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم أن يُضعف الرومُ الفرسَ، فتتضعضع الإمبراطوريتان وتصبحا معبدتين لفتح إسلامي شامل، غير أن الزوايا الأخرى مختلفة تماماً، فلا أحد ينتظر ثمرة هذا الضعف المرتجى أن تسقط في يده، لأن المسلمين (السنة) لا يملكون مشروعهم الخاص الذي يمكنه ملء أي فراغ استراتيجي يحصل في المنطقة، ولهذا؛ فهذه الأمنية سوف لن تتبلور في شكل قوة صاعدة تلقف ما يأفك هؤلاء وأولئك. وهذا هو بيت القصيد في المسألة، وهذه معضلتنا الكبرى كمسلمين يعترينا الضعف، فلا نفيد من تحرك المياه في السياسة الدولية سوى بعض الثغرات القليلة التي قد يستغلها بعض الصالحين.
الأكباد محترقة مما تفعله "إسرائيل" في غزة، ومن سائر جرائمها الحالية والسابقة في الضفة وسوريا ولبنان ومصر، وتعلم الشعوب يقيناً أن "إسرائيل" هي مشروع دولة تُعتبر بيدقاً متقدماً في حرب أوروبا وأمريكا على المسلمين، وقد غرسوها لهذا السبب، وما زالوا يحمونها بكل ما يملكون من أدوات، حتى إن وقوفهم خلف "إسرائيل" ضد إيران اليوم قد كشف كثيراً عما تجملوا به قليلاً من الحديث عن ضرورة وقف عدوان المحتل على غزة.
وكذلك، الأكباد محترقة مما فعلته إيران، ولم تزل، في أكثر من بلد عربي، حيث قتلت من المسلمين أضعاف أضعاف من قتلهم اليهود، وفعلت ما لم تتجرأ دول غربية عن فعله في العقود الأخيرة، من جرائم متنوعة، وهو ما لا ينبغي نسيانه، ونحن نشاهد أحداث هذه الحرب.
ولقد أحسن أهل العلم والمفكرون المسلمون إذ نبهوا إلى مثل هذا، وإلى أن كلا المتحاربين عدو للمسلمين، وأن ما يحصل بينهما لا يعدو أن يكون تصارع مصالح، ومعركة فرض إرادات لمشروعين عقائديين، وكلاهما مبغض لأهل الحق والسنة. وهذا محل التأصيل والتبيان، ووضع النقاط على الحروف، والتربية بالمثال والأحداث.
وعدا ذلك؛ فنحن بحاجة أيضاً إلى قراءة ما بين سطور المعركة الدائرة في الإقليم من زواياها السياسية الأخرى، والتي تتنوع ما بين رصد وتحليل واستشراف واستنباط، فمن ذلك:
🔴 أن هناك تعتيما تكتيكيا واضحا على أهداف العدوان "الإسرائيلي" على إيران، يظهر أكثر في تصريحات الرئيس الأمريكي ورئيس حكومة الاحتلال، وكلاهما يراوح ما بين تدمير البرنامج النووي الإيراني، وإضعاف القدرات الصاروخية الباليستية، وبين الإطاحة بالنظام الإيراني، وفيما يبدو؛ فإن هدف إسقاط النظام الإيراني، وإن كان حقيقياً، ولم يكن مجرد ضغط تمارسه واشنطن وتل أبيب؛ فهو ليس بالهدف الميسور حتى لو رغب واضعوه فيه؛ فتغيير النظم المستقرة بحاجة إلى قوة برية معارضة ذات حضور وشكيمة، وهي ليست متوفرة في إيران حالياً، والمعارضة المسلحة الحالية سواء الخارجية كمجاهدي خلق، أو الداخلية كجيش العدل البلوشي لا يمكنهما القيام بهذه المهمة، وبعض الشخصيات العسكرية التي لم تزل متعاطفة مع رضا بهلوي، نجل شاه إيران السابق محمد رضا بهلوي، لا يبدو أنها قادرة على إحداث تأثير يُذكر، وغير معروف ما إذا كانت البقية ستتعاطى إيجابياً مع رسالته الأخيرة إليهم: " إلى العسكريين ورجال الأمن وقوات الأمن وموظفي الدولة - الذين بعث لي العديد منهم برسائل في الأيام الأخيرة - أقول: لا تقفوا في وجه الشعب الإيراني من أجل نظام بدأ سقوطه ولا مفر منه. لا تُضحّوا بأنفسكم من أجل نظام فاسد. بوقوفكم إلى جانب الشعب، يُمكنكم إنقاذ أرواحكم." مع ذلك؛ فإن الاختراقات الكثيرة التي قام بها الموساد لمؤسستي الحرس الثوري والجيش الإيرانيين، والاغتيالات الكثيرة في رأس السلطة الإيرانية قد تشي بقدرة محتملة لواشنطن وتل أبيب على تنفيذ انقلاب عسكري في إيران، عند نقطة ضعف معينة للسلطة الإيرانية، وإن ظل هذا الاحتمال مرجوحاً في هذه المرحلة.
🔴 أنه قد يكون عبء الإبقاء على نظام طهران قد صار أكبر قيمة من فاتورة غيابه في تقدير الأمريكيين و"الإسرائيليين"، إلا أن لدى طهران أوراقا كثيرة ربما بعضها يفيد العاصمتين، من خلال دورها في المحيط الخليجي والإقليمي الأوسع، أو يضرهما بما تحدثه من إرباك للاستراتيجية الأمريكية/"الإسرائيلية"، لكن مع ذلك؛ فإن مرحلة "التطبيع" الواسعة المتوقعة، تستلزم تحييداً للإيرانيين، وهذا التحييد قد يكون بالتغيير الشامل أو بالإضعاف النسبي لقدرة إيران على التحرك في الإقليم، ولعل واشنطن تميل – واقعياً - إلى الخيار الثاني.
🔴 أن سيناريوهات النهاية المتمثلة في:
انهيار النظام الإيراني تماماً.
(أو) خضوعه للتفاوض قبل أو بعد تدمير قدراته النووية والصاروخية.
(أو) استنزافه لـ"إسرائيل" لحد عدم قدرتها على مواصلة تحمل تحول المزاج الشعبي "الإسرائيلي" إلى الضيق ذرعاً باستمرار القصف الصاروخي على المدن "المخملية" في فلسطين المحتلة.
(أو) اتساع رقعة الحرب لتشمل دولاً أخرى، وتشكل أحلاف متصارعة.
(أو) إخفاق "إسرائيل" في تحقيق أبرز أهدافها وهو التدمير الكلي للبرنامج النووي.
كلها واردة، غير أن براغماتية الإيرانيين ترجح رغبتهم في وقف الحرب، والعودة إلى مربع التفاوض مجدداً، وهذا لن يتأتى في المدى المنظور ما لم تتمكن طهران من إقناع واشنطن، عسكرياً، أن تحقيق أهداف "إسرائيل" المعلنة مستحيلة، وما لم تصطدم تلك الرغبة بإصرار الأمريكيين على تغيير النظام أو بنيته الحالية، وهو ما يبدو أنه ليس خياراً راجحاً لدى واشنطن.
🔴 أنه رغم أن ضربات "إسرائيل" أكثر ضراوة وتركيزاً على الأهداف الإيرانية من تلك التي تشنها طهران على الأهداف "الإسرائيلية"، إلا أن قدرة "الإسرائيليين" على تحمل ضربات صاروخية إيرانية متوالية، وصل بعضها حتى الملاجئ، ليست كبيرة، لا بسبب الخسائر التي لا تزال محدودة، وإنما بسبب التأثير النفسي على "الإسرائيليين"، الذين تقل حماستهم للبقاء في فلسطين المحتلة بمرور الزمن والضربات. كما أن انخراط الولايات المتحدة في صراع مستمر يتجاوز حدود الضربات التي شنتها على المواقع النووية ليس على سلم أولويات واشنطن، نظراً لتأثيره المباشر على قواعد الولايات المتحدة في الخليج، ومصالحها الممتدة بما ينعكس على صورة الولايات المتحدة، ويؤثر على الاقتصاد العالمي. كما أن واشنطن لا تريد أن تستفز الآن إيران لدرجة تخرجها عن محددات الصراع ووتيرته الحالية.
🔴 أن واشنطن وتل أبيب قد ارتكبتا خطأ فادحاً – على ما يبدو – بالإعلان المبكر عن نية تغيير النظام، واحتمال استهداف خامنئي، فقد ضيق ذلك من خيارات طهران، وحفزها على رفع مستوى القصف المبرمج، والذي لم يصل منتهاه بالمناسبة نظراً لدهاء الإيرانيين، وحرصهم المستمر على إيجاد كوة للتفاوض، الذي ترغب به كثيراً. ولعل احتقار "إسرائيل" والولايات المتحدة لمقام المرشد الأعلى لدى الإمامية الإيرانيين، كنائب مزعوم عن "المهدي"، قد حشر الحرس الثوري في دائرة ضرورة اتخاذ سياسة رد وانتقام أعلى من المستوى الذي كانت طهران ترغب به منذ البداية. هذا كله، حتى لو لم يكن الإعلان سوى مجرد تهديد لرفع سقف الضغوط لإرغام طهران على القبول بالتخلي طوعاً عن برنامجها النووي العسكري إلا أنه قد ألجأ طهران إلى رفع سقف القصف بأعلى مما كانت ترغب به. ولهذا، فقد بدأت واشنطن وتل أبيب في التراجع التدريجي عن هذا التهديد.
🔴 أن المعركة الدائرة اليوم، والتي لا يُتوقع لها أن تطول كثيراً سيكون لها ما بعدها من نتائج كبيرة على المنطقة والعالم؛ فتورط الولايات المتحدة في المعركة بشكل مباشر قد يفضي إلى آثار مستقبلية عليها لو لم تنهِ المعركة بـ"الضربة القاضية"، ولو لم تتمكن من تقويض المشروع النووي الإيراني، وقد يهز ذلك كثيراً من صورة الولايات المتحدة كضامنة لأمن الخليج العربي، وقد يرتد ذلك على الداخل الأمريكي، وعلى تشجيع دول كثيرة على التمرد على نفوذ واشنطن عليها، والبحث عن حلفاء جدد، لو بدا أن نهاية المعركة لم تُفضِ إلى النهاية المرجوة من تقويض الطموح النووي العسكري الإيراني نهائياً. أما إذا ما انتصرت "إسرائيل" والولايات المتحدة الأمريكية بامتياز؛ فسوف يفضي ذلك إلى تضعضع نفوذ إيران في المحيط العربي، وربما فكرت واشنطن في موازنة الوضع السياسي بين السنة والشيعة في العراق، وإلى تغيير قواعد اللعبة في اليمن. وأما إذا أسفرت المعركة عن تحقيق نصر غير حاسم للفريق الصهيوأمريكي؛ فإن التغييرات الناجمة عن الحرب لن تكون كبيرة، سوى على تزايد قناعة "إسرائيليين" بأن كيانهم ليس محكوماً بالبقاء. ولهذا قد يُسرع ذلك من وتيرة الهجرة العكسية من فلسطين المحتلة.
🔴 أن الموقف التركي اتسم بقدر كبير من الحذر، والخشية من امتداد المعركة للدولة التركية، والحكمة في رد الفعل رغم قلق أنقرة من تردد الكلام في "إسرائيل" عن تركيا كهدف تالٍ بعد إيران. أما الموقف الباكستاني؛ فرغم تصريحات وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف المتزنة أحياناً، إلا أن ردود أفعال الصادرة عن إسلام آباد بالكلية كانت مندفعة نوعاً ما، واصطبغت بلون من التحرش الدبلوماسي والسياسي بتل أبيب، وقد يثير ذلك حفيظة الأمريكيين و"الإسرائيليين" الذين يمكنهم الضغط على النظام الباكستاني بوسائل مختلفة.
🔴 أن ما صدر عن أوروبا في الجملة من تأييد خجول لـ"إسرائيل" كان دافعه الأول قلق أوروبا من انكشاف الجنوب الأوروبي أمام الصواريخ الإيرانية التي ربما طالته إذا ما انخرط بشكل مباشر في الحرب، ولقد لوحظ أن الدول الواقعة في مدى الصواريخ الإيرانية لم يصدر عنها ما يستفز طهران بينما الدول الواقعة خارجه صدر عنها ما هو أكثر إبداء للتضامن مع تل أبيب!
أنه بخلاف المعارك السابقة التي خاضها "حزب الله" مع "إسرائيل"؛ فإن حجم التعاطف العربي مع إيران لم يكن كاسحاً، نظراً لأن كثيراً من أبناء الشعوب العربية في المحيط العربي القريب من إيران، قد نالها شرر لهيبها، وعليه؛ فإن طائفة لا بأس بها تدرك أن إيران تخوض معركتها، ولا تنوب عن الأمة الإسلامية في ذلك مطلقاً.
أما كثير من أبناء الشعوب المسلمة ممن لم تكتوِ بالنار الفارسية؛ فقد تعاطفت مع إيران أو رغبت في تحقيقها انتصاراً على الحلف القائم ضدها، بسبب فداحة الجرائم التي ترتكبها "إسرائيل" بحق مدنيي غزة ويبتهجون لرؤية كل صاروخ يصيبها أو مبنى ينهدم فيها.
🔴 أن توقيت الضربة "الإسرائيلية" قد أثار كثيراً من الشكوك حول كونها أتت لتحقيق هدف موازٍ متمثل في كبح الغضب الشعبي الغربي ضد "إسرائيل"، وتعالي الأصوات الرسمية الغربية المطالبة بالاعتراف بدولة فلسطينية، فأتت الضربة لتستدعي ردوداً إيرانية تضع "إسرائيل" في خانة الضحية.
أنه يبدو من سير الضربات المتقابلة أن ثمة حدوداً واضحة للفعل ورد الفعل، لاسيما ما هو متمثل بالرد الإيراني على قاعدة العديد بقطر، والتي حدثت بعد إخلائها تماماً من الأمريكيين أمام ناظري إيران، وهو ما يضع علامات استفهام حول طلب كل من "إسرائيل" وأمريكا وإيران من الجهات المقابلة تفريغ طهران وتل أبيب وحيفا من "المدنيين" قبل ضربها، وهو ما قلل الخسائر البشرية كثيراً.
🔴 أن ثمة بسطاء لا يدركون أن طهران لم تمطر "إسرائيل" بصواريخها إلا حالما هُدد مرشدها الطائفي، واستهدف برنامجها النووي، واغتيل قادتها، وأن "فيلق القدس" الذي زُعم أنه قد أنشئ لأجل القدس لم يُطلق حتى اللحظة رصاصة واحدة من أجل مسرى النبي صلى الله عليه وسلم، بل كانت المعركة دفاعية فحسب ولأجل أمن إيران وملاليها ونظامها المعادي لأهل السنة والجماعة.
ولهؤلاء، ينبغي لفتهم بقوة إلى أن أجزاء من غزة المنكوبة يسيطر عليها الجيش "الإسرائيلي"، وغالباً تظل هذه الأجزاء مكشوفة للصواريخ الإيرانية، ويصعب أن يكون نظام الحماية "الإسرائيلية" (القبة الحديدية وغيرها) شاملة لها، وبإمكان طهران استهداف تمركزات "إسرائيل" في غزة بسهولة وقتل أعداد من جنودها لو أرادت، ولا يمنعها في ذلك مانع، فهي في حرب حقيقية، ويمكنها أن تخفف الضغوط عن أهل غزة.. لكنها لم تفعل لحد الآن، لأن معركتها لا تشمل الدفاع عن المسلمين السنة، فيما البسطاء ما زالوا يصفقون لصواريخها العملاقة!
لمحة:
عندما يشاهد المرء هذه المعركة التي يتصرف فيها الطرفان بحذر شديد، وخشية من ردود الأفعال المقابلة، يتمثل أمام عينيه مشهد القوى البشرية الضعيفة التي تظن بكبرياء أنها صاحبة قوة قاهرة، بينما هي لا تمثل أكثر من قوة تتحرك وتحسب لخطواتها ألف حساب مخافة ردود أفعال الطرف الآخر، لأنها إذ تضرب ضربتها "تخاف عقباها"، وفي مقابل ذلك يوقن المؤمن بأن لله القوة القاهرة التي لا يحدها شيء، متذكراً قول الواحد القهار سبحانه وتعالى، الذي لا يخاف عاقبة ما يفعل بالمجرمين: ﴿فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا (14) وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا (15)﴾ [سورة الشمس]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ