الأحد ، 22 جمادى الأول ، 1446
section banner

أحداث القدس

أحداث القدس

 

البيان رقم (56)

الموضوع

أحداث القدس

التاريخ

    25/12/1436هـ     8/10/2015م

 

الحمد لله الذي أعزنا بالإسلام، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خير الأنام، وعلى آله الأطهار وصحابته الكرام، وبعد:

فإن رابطة علماء المسلمين تتابع بقلق بالغٍ التطوراتِ المتسارعةَ في الأرض المباركة فلسطين، سواء في غزة التي أغرقت أنفاقها -عصب الحياة فيها- أوفي المسجد الأقصى المبارك وبيت المقدس، و الاعتداءات الصهيونية الممنهجة على حرمة المسجد، وعلى المصلين والمعتكفين فيه، وعلى سكان القدس الأصليين، برعاية حكومة الاحتلال، وقد ظهر للعالم المشروع الصهيوني الرامي لتقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود، والذي يحمل شقين وهما: التقسيم الزماني والتقسيم المكاني.

وفي ظل هذا الوضع الخطير؛ يجب على المسلمين أن لا ينسوا المكانة التي جعلها ديننا الإسلامي لبيت المقدس، وقد قرنه رسول الله  بالمسجد الحرام والمسجد النبوي في فضيلة شد الرحال إليه، والاعتكاف فيه، وزيادة الثواب لمن صلى فيه، روى البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي  قال: {لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول ، ومسجد الأقصى}.. وقال a عن الصلاة فيه: {..ولنعم المصلى، هو أرض المحشر والمنشر.. وليأتين على الناس زمان ولقيد سوط}أو قال:{قوس الرجل -حيث يرى منه بيت المقدس؛خير له من الدنيا جميعاً}

من أجل ذلك كان فرضا على المسلمين مواجهة هذا المشروع الصهيوني الذي تقوم به مؤسسات يهودية بإمكانيات كبيرة، ودعم حكومي وعالمي مع تقييد عالمي على التمويل الإسلامي للقدس والمسجد الأقصى- والتخلص من وسائل الضغط التي يمتلكها حلفاء اليهود في الخارج وعملاؤهم في الداخل؛ يريدون بذلك منع حدوث انتفاضة ثالثة قد تكون سببا لتغييرات كبيرة على الأرض:  

لذلك فإن الرابطة إزاء هذا الحدث الكبير تبعث بهذه الرسائل:

أولاً: ندعو الحكام والحكومات العربية والإسلامية لاتخاذ مواقف صريحة في المحافظة على المسجد الأقصى، وعدم الدخول في أي مفاوضات أو اتفاقيات يتم فيها التنازل عن القدس أو أي جزء من فلسطين ، و إن أي تنازل أو اعتراف للعدو بأي جزء من فلسطين فهو خيانة للأمة والملة، لأن كل أراضيها حق مشترك للأمة جمعا. 

ثانياً: الواجب على التجار أن يلتفتوا لسكان القدس:

ويمدوهم بالدعم السخي لكسر الضغط الصهيوني عليهم والمتمثل بالضرائب الباهضة، والهدم المستمر للمساكن وغير ذلك،

كما أن عليهم أن يقيموا علاقات تجارية مع التجار المقدسيين ليستمر الوجود الفلسطيني في القدس.

ثالثاً: على الأمة جميعا أن تعلم أنها قادرة على حماية المسجد الأقصى إذا تبنت قضيته، و ستتغير السياسات الدولية، وستتراجع المخططات الصهيونية ولو بشكل مؤقت.. فعلينا جميعا المشاركة في نصر إخواننا:

بالدعاء لهم،

و فضح مخططات اليهود وعملائهم،

وإيصال الدعم المادي للمرابطين في المسجد الأقصى.

رابعاً: ندعو وزارات الأوقاف في الدول العربية والإسلامية توجيهَ العلماء والخطباء والدعاة وأئمة المساجد لحث المسلمين على الخطب والدروس والمواعظ التي تعرِّف بهذه القضية والوقوف بجانب إخواننا في القدس، وبيان مكانتها الشرعية، وخطورة الإجراءات التهويدية.

خامساً: على أهلنا في بيت المقدس: 

القيام بواجب الجهاد والمدافعة بما يستطيعون،

والصبر

والتعاون فيما بينهم،

والثقة بنصر الله- كما عودونا- وبأن سنن الله هي النافذة إذا أطعناه واجتنبنا ما يسخطه سبحانه وتعالى، قال عز وجل:{أذن للذين يقاتَلون بأنهم ظُلموا وإن الله على نصرهم لقدير}، وقال تعالى: {يا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، وقال سبحانه وتعالى: {إنَّا لنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالذِينَ آمَنُو}.

 (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).