أحداث مصر
البيان رقم (5) |
|
الموضوع |
أحداث مصر |
التاريخ |
1 / 3 / 1432هـ 4 / 2 / 2011م |
الحمد لله الذي حرَّم الظلم وجعله بين العباد محرماً، ووعد بنصر دعوة المظلوم ولو بعد حين.. والصلاة والسلام على إمام المقسطين وسيد الأولين والآخرين، وعلى آله وأزواجه وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإن رابطة علماء المسلمين تتابع الأحداث الحالية في مصر، وإنها لتتألم مما تتألم منه الشعوب المسلمة التي نالها من الظلم وهضم الحقوق الشيء الكثير، مِن وأْد الحريات، ونشر الفساد، وأصابها غلاء الأسعار في الغذاء والمسكن والعلاج وغير ذلك، وإن الرابطة -وهي تتابع هذه الأحداث- تستنكر أشد الاستنكار ما وقع من أحداث أخيرة في مصر، خاصة ما وقع في ميدان التحرير من قتل وجرح للمتظاهرين.
وإننا في رابطة علماء المسلمين نَوَدُّ بيان الأمور الآتية:
أولاً: رسالة إلى حاكم مصر الرئيس حسني مبارك: إن الحاكم العادل المسلم هو من يسعى لجلب مصالح العباد ودفع المفاسد عنهم وفق شرع الله المطهر؛ سعياً منه لإسعاد شعبه، وتوفير حاجاتهم الضرورية ورفع الحرج والعنت عنهم. مع مراعاة عدم خص نفسه أو أحد من قرابته بشيء دون شعبه، أو على حساب مصالحهم.
وهذا ما لم يتحقق -مع الأسف- في مصر؛ مما أدى إلى وقوع الظلم بين الناس، وانتشار الفساد المالي والإداري، وسوء الأخلاق من المتنفذين والظلمة وأعوانهم، مما أدى إلى انتشار الفقر والذل بين عامة الناس في مصر.
فالنصيحة لحاكم مصر أن يسعى بطريقة يرضي بها الله جل في علاه، وينقذ بها نفسه مما أوقعها فيه من الظلم والأثرة على شعبه، وذلك برَدِّ المظالم إلى أهلها وإيقاف الفساد، وتطبيق شرع الله، والتحلل من الناس مما أوقعه عليهم من الظلم وغيره، ولو أدى ذلك إلى أن يتنحى عن الحكم والتنازل عنه لمن هو أصلح للناس وأقوم فيهم بالعدل، وأن يوقف هذا العبث بالأرواح الواقع اليوم في مناطق عدة من مصر.
ثانياً: رسالة إلى العلماء والدعاة وأئمة المساجد: أنتم سادات الناس في كل المجتمعات، وعيون الناس ترقب أفعالكم، وآذانهم تصغي إلى أقوالكم، وعليكم يُعَوِّلون في مثل هذه الفتن والمحن، فنذكّركم بواجب حفظ دين الناس وأمنهم وأموالهم وأعراضهم، وتوجيههم بما يحقق مصالحهم ويخرجهم من هذه المحنة.
ولا يخفى عليكم أهمية وحدة الصف ووحدة الكلمة في مثل هذه الأحداث، وأنتم أهل لذلك.. وفقكم الله وسدد خطاكم.
ثالثاً: رسالة إلى الوجهاء وأصحاب الأموال: أيها الكرماء، إننا نهيب بكم أن تستعملوا وجاهتكم في الإصلاح ودعم الناس وتوجيههم لأمور الخير، ومساعدة الفقراء والمحتاجين والمرضى والمصابين، وبذل ما في أيديكم لهم حتى تنكشف المحنة، وتكوين اللجان التي تساعد على ضبط الأمن بالتعاون مع العلماء ورجال الأمن والجيش.
رابعاً: رسالة إلى رجال الأمن الداخلي بمختلف فئاته: عليهم أن يتقوا الله ويُغْمِدوا سلاحهم عن صدور إخوانهم، وأن يساهموا مساهمة فعالة في حفظ الأمن وضبط الناس ومحاربة الفوضى والسرقات والاعتداءات.
خامساً: رسالة إلى عامة الشعب المصري النبيل رجاله ونسائه وشبابه وأطفاله: إن مطالبكم العامة مشروعة وهي حق لكم، وإننا نقف معكم فيها، ونرفض الظلم المسلط عليكم بجميع أشكاله.
§ إلا أننا نذكركم أن هذه المطالب لا تتحقق لكم بشكل يرضيكم ويرفع عنكم الظلم ويسعدكم في دنياكم ويحقق لكم الأمن والأمان؛ إلا بتطبيق شرع الله المطهر، ففيه العدل الكامل.. لذا فليكن مطلبكم واضح الوجهة.
§ عليكم بالصبر والهدوء والرفق؛ فالرفق ما كان في شيء إلا زانه، وما يفقد من شيء إلا شانه،
§ وعليكم بالرجوع إلى العلماء الربانيين الذين يسعون لإصلاح مصر وشعبها والمحافظة على أمنها ودينها ورغد عيشها.
§ وكونوا على حذر من المندسين بين صفوفكم والذين يريدون تشويه مطالبكم.
سادساً: رسالة إلى حكام الدول الإسلامية: نذكركم الله في شعوبكم، اللهَ اللهَ في شعوبكم أن تظلموهم؛ فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، وإن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، وإن الله وعد بنصرها ولو بعد حين.
ولكم فيما حدث في تونس ومصر عبرة عظيمة في مآل من يظلم الناس وينتهب خيرات بلادهم، ويحرمهم من حقوقهم، وإنه لا ينجيكم من مثل هذا المصير إلا العودة الصادقة لرب العالمين، بامتثال أمره، وتطبيق شرعه على جميع خلقه من غير تفريق بين غني وفقير، وأن تحكموا بين الناس بالعدل. قال تعالى: {وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ}.
نسأل الله لإخواننا في مصر ولجميع الشعوب الإسلامية العز والتمكين والسلامة من كل ظلم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم