الأحداث في اليمن
البيان رقم (17) |
|
الموضوع |
الأحداث في اليمن |
التاريخ |
6 / 3 / 1433هـ 30 / 1 / 2012م |
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد:
فإن رابطة علماء المسلمين لتستنكر ما يحصل في دولة اليمن من إراقة الدم الحرام وإزهاق الأرواح البريئة.. ومن واقع الواجب الملقى عليها تؤكد على ما يأتي:
أولًا: إن المطالبة بتحقيق العدل ورفع الظلم مقصد شرعي، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ }، وقال: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ }.
وإن المناداة بتحقيق التنمية ومحاربة التخلف حق مقصود شرعا وعقلا، وإن الإلحاح على شُوريَّة الحكم في البلاد واختيار الشعب من يمثله بناءً على الأصول الشرعية, أساسٌ من أسس الاستقرار.
ولا تمثل تلك المطالبات خروجًا أو مخالفة شرعية، بل ذلك من جنس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وبخاصة أن النظام يسمح لهم بذلك.
ثانيًا: إن النظام اليمني يتحمل ما جرى ويجري من إراقة الدماء في تلك المجزرة الوحشية التي ارتكبت في حق المعتصمين والمتظاهرين، لا سيما وأن النظام يكفل لهم حق التظاهر وحق الاعتصام وحق الحماية من قبل الدولة .
ثالثًا: على رجال الجيش والأمن أن يقوموا بواجبهم الذي تحملوه بحماية أمتهم، ويُصدروا الأوامر بمنع استخدام القوة ضد المواطنين العُزَّل، وألا يلوِّثوا أيديهم بدماء الأبرياء؛ فإن حرمة الدماء عند الله عظيمة، وقد قال النبي: «لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دمًا حرامًا» [رواه البخاري/6862].
رابعًا:على أهل العلم والمصلحين والدعاة القيام بواجباتهم الشرعية والعملية في قيادة أمتهم وتسديد مسيرتها، وتوجيهها نحو أعدل السبل وأقوم الطرق، التي بها يصلح حال البلاد والعباد، مُتَحَرِّين في ذلك رضا ربهم، ومراعين فقه واقعهم، دون حيف أو خوف، أو ولاءٍ لشرق أو غرب، ونوصي الأئمة بالدعاء في الصلوات لإخوانهم.
خامسًا: على قبائل اليمن الأبية, وبما تمثله من دور بارز لدى الشعب اليمني:
§ الانتصار لهؤلاء المعتصمين والمتظاهرين فيما يتعلق بالمطالب المشروعة التي كفلها لهم الشرع,
§ والابتعاد عن حمل السلاح في المظاهرات والاعتصامات.
§مع التحلي بالصبر وضبط النفس في التعامل مع الأحداث المؤسفة.
سادسًا: على أحزاب اليمن أن تقدم مصلحة الشعب المشروعة فوق أي مصلحة ضيقة؛ فإن مصلحة البلد مصلحة للجميع, والمصالح الجاهلية والفئوية دمار على الجميع.
سابعًا: على الشعب اليمني:
§ اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى في هذه الضائقة,
§ وضبط النفس، والتحلي بالصبر
§ وأن تكون مطالبهم فيما يحقق تحكيم شرع الله والالتزام بالكتاب والسنة, والمطالبة بالحقوق المشروعة، والبعد عن المطالب الحزبية والفئوية, أو ما يؤدي إلى تفرق الشعب واختلافه؛ حتى يقطعوا الطريق على من يريد بهم السوء، فكلما كنتم أقرب من الله كنتم أقرب إلى الفرج.
ثامنًا: الحرص على وحدة اليمن، والحذر ممن يريد استغلال الأحداث لتفتيته وتقسيمه إلى عدة دول, مع التيقظ لاستغلال الرافضة لهذه الأحداث ممَثَّلة في الحوثيين, فهم أشد خطرًا على الشعب اليمني مما يعاني منه.
وأخيرًا نذكر بقول الله تعالى: {ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون}[إبراهيم:42]، نسأل الله تعالى أن يلطف بعباده في اليمن وسائر بلاد المسلمين، وأن يرزقهم الثبات، ويربط على قلوبهم، وأن يعجل برفع الظلم عنهم، وأن يوفقهم لتحكيم كتابه واتباع سنة نبيه.
والحمد لله رب العالمين.