الخميس ، 16 ربيع الأول ، 1446
section banner

بيان بشأن الأحداث الأخيرة التي يتعرض لها المسلمون الروهينغا في إقليم أراكان من قتل وتهجير

بيان بشأن الأحداث الأخيرة التي يتعرض لها المسلمون الروهينغا في إقليم أراكان من قتل وتهجير

الحمد لله رب العالمين؛ ناصر المستضعفين المظلومين؛ والمنتقم من الظالمين المعتدين ؛ والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..وبعد:

فإن ما يتعرض له إخواننا المسلمون الروهينغا في اقليم أراكان من  مجازر وحشية مروعة تمارسها حكومة ميانمار الإرهابية على يد قواتها المسلحة والأكثرية البوذية، لأمر جلل؛ ومصاب عظيم ؛ والذي بلغ ذروته في 2017 حين تعرضت أقلية الروهينغا المسلمة في ولاية أراكان لهجمات دامية من الجيش ومسلحين بوذيين، مما أسفر عن مقتل العديد منهم وفرار نحو مليون روهنغي إلى بنغلاديش.

وفي نهاية الشهر الماضي بسبب احتدام المعارك بين الجيش وجماعات عرقية مسلحة مناوئة للمجلس العسكري الحاكم في غربي ميانمار. اضطر  نحو 200 ألف من الروهينغا، - مرةً أخرى - إلى مغادرة مخيماتهم ليكونوا في العراء بلا مأوى ولا أكل ولا شرب .

بل قد ارتكب جيش أراكان وجيش ميانمار أعمال قتل ضد المسلمين في بوثيدونغ.

حتى قتل أكثر من 1000 من المسلمين

بالإضافة إلى حرق وتدمير مبان حكومية ومدارس ومستشفيات يعيش فيها لاجئون،

وانطلاقاً مما أوجبه الله على  أهل العلم من بيان الحق والتذكير به ،مصداقاً لقول الله تعالى :"وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ ولا تكتمونه.. "،وقول ﷺ :"المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره"أخرجه مسلم من حديث أبي هُريرة رضي الله عنه.

فإن رابطة علماء المسلمين تبين ما يلي:

أولاً: إن نصرة إخواننا المسلمين في إقليم أراكان ورفع الظلم عنهم والحيلولة دون ابادتهم وتهجيرهم والتنكيل بهم ؛واجب شرعي على كل مستطيع ويأتي في مقدمة من يتحتم عليهم هذا الواجب؛ حكومات العالم الإسلامي ؛ وخاصةً المجاورة لإقليم أراكان - بنغلادش وباكستان-  ؛وذلك بكافة الوسائل الممكنة، مذكرين هذه الحكومات بأن التخلي عن هؤلاء المستضعفين وخذلانهم مع القدرة على نصرتهم ؛ سيكون له عقوبته الإلهية العاجلة في الدنيا والعذاب الأليم في  والآخرة.

ثانياً: على كافة الهيئات والروابط والاتحادات العلمائية والحقوقية والإعلامية ؛بذل غاية الجهد  في رفع الظلم عن هؤلاء المستضعفين ونصرتهم والتعريف بقضيتهم .

ثالثاً:نناشد كافة المؤسسات والهيئات الإغاثية؛استفراغ الوسع  في القيام بواجبها لتخفيف آثار هذه الكارثة الإنسانية المروعة.

رابعاً:ندعو أئمة المساجد للقنوت لإخواننا في أراكان في الصلوات والضراعة إلى الله بكشف هذه الغمة عنهم،كما ندعو الخطباء للحديث عن هذه المأساة والتعريف بهذه القضية في خطب الجمعة ،ونحث عموم المسلمين للقيام بما يستطيعونه من نصرتهم،ويأتي في مقدمة ذلك الدعاء لهم والتبرع بما تجود به أنفسهم للتخفيف عنهم وجبر مصابهم.

أخيراً .. نذكر إخواننا المسلمين في أراكان ،بأن  النصر مع الصبر ، والفرج مع الكرب ، وأن مع العسر يسرا ،فأبشروا وأملوا خيراً فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون...

نسأل الله تعالى  أن يكشف الكرب عن إخواننا في بورما؛ وفي غزة وفي السودان وفي كل مكان ؛ وأن يعجل للمسلمين بالنصر وأن ينتقم ممن ظلمهم إنه ولي ذلك والقادر عليه ..

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...

الهيئة العليا لرابطة علماء المسلمين