بيان حول ((اختطاف أبناء المسلمين من أسرهم في السويد))
بيان رقم ( 162 )
بيان حول ((اختطاف أبناء المسلمين من أسرهم في السويد))
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحبه الخيار المجاهدين.
أما بعد، فقد قال الله تعالى: ﴿وَالمُؤْمِنُونَ وَالمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾ [سورة التوبة: 71]، وصدق الله القائل: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ﴾ [سورة الأنفال: 73]. ويقول صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»، [رواه البخاري، ومسلم].
هذا، وقد توصلت رابطة علماء المسلمين بأنباء متواترة تؤكد ما يحصل في السويد من اعتداء خطير على أطفال المسلمين من طرف جهاز الشؤون الاجتماعية السويدي الذي يزعم اعتناءه بأمور الأسرة، وبعد البحث والنظر في أحوال المسلمين هناك، وتداعيات هذه المأساة تأكد للرابطة بما لايدع مجالا للشكِّ كذب إنكار الحكومة السويدية ومن يدور في فلكها من إعلاميين وشخصيات محسوبة على المسلمين- لهذه الجرائم، والتي قد ثبتت من خلال تقارير وشهادات موثوقة وبعضها من جهات ومؤسسات رسمية.
كما تأكَّد لها أن ما يحصل في السويد هو اعتداءٌ بيِّنٌ على المسلمين اللاجئين الذين جاؤوا إلى تلك البلاد هربًا من الحروب المستعرة في أوطانهم، ليواجهوا ما هو أشدُّ وقعًا في نفوسهم؛ حيث تُنتزع منهم فلذاتُ أكبادِهم؛ بدعاوى مزيفة مشبوهة، ولأغراض وأهداف مفضوحة، ويُمنعون من التواصل معهم، بل ويُسلمون لأسرٍ كافرة تُنشِّئُهم على الكفر والإلحاد، وتعمل على طَمس هُويَّتِهم وتغييرِ أخلاقهم، وهو ما يخالف كافَّة الحقوق الإنسانية التي تنص عليها المعاهدات الدولية، التي تزعم هذه الدولة تقديسها!
وإننا في رابطة علماء المسلمين؛ إذ نعلن عن رفضنا القاطع لهذه الجرائم التي تقع في بلدان الغرب عامَّة، وفي السويد خاصَّة- فإننا نؤكد على ما يلي:
1- استنكارنا الشديد لما يحصلُ من اختطاف لأطفال المسلمين من أسرهم، لمسخ دينهم وإفساد أخلاقهم وتضييع هُويتهم الإسلامية.
2- تضامننا المطلق مع أسر الضحايا ورفضنا القاطع لهذه الممارسات التي تنافي الأخلاق الإنسانية وجميع الشرائع والقوانين المتعارف عليها.
3- دعوة عقلاء الشعب السويدي إلى التحرك الفوري لوقف هذه الاعتداءات الصارخة التي تسيء إلى سمعته، وتشيع الكراهية، وتُرسِّخ العنصرية.
4- استنهاض الجمعيات والمؤسسات الإسلامية في الدول الغربية عامَّة وفي مملكة السويد خاصَّة، على القيام بما أوجبه الله عليهم، من نصرة إخوانهم المسلمين، وإيثار ما عند الله عز وجل، وبيان الحقِّ دون خوف أو مجاملة؛ فإن عجزوا عن البيان؛ فليكفُّوا ألسنتهم عن قول الباطل؛ وقد قال تعالى: ﴿وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ الله ثَمَنًا قَلِيلًا إِنَّمَا عِنْدَ الله هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [النحل: 95].
5- دعوة منظمات وهيئات حقوق الإنسان في العالم، والمؤسسات المعنية بالأسرة إلى القيام بواجبها المنوط بها، وأهدافها التي تزعم أنها قامت لأجلها، بفضح هذه الممارسات العنصرية التي تقوم بها هذه المؤسسة، بدعم واضح وانحياز فاضح من الحكومة السويدية! ودعوتها لوقف هذا العدوان على الفور.
6- تثمين دور وسائل الإعلام المنصفة، وكل من قام بتسليط الضوء على هذه الجريمة، ودعا إلى وقفها ورفع الظلم العظيم الواقع على هذه الأسر وأبنائها.
7- دعوة الشعوب الإسلامية والهيئات والمؤسسات والروابط العلمائية والحقوقية إلى التحرك لمساندة المسلمين المستضعفين في أوروبا عمومًا والسويد خصوصًا، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ الله فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ الله عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ القِيَامَةِ...» [رواه البخاري].
8- حثّ قادة وحكام الدول الإسلامية على إصدار توجيهاتهم للجهات المعنية في بلادهم لاستقبال هؤلاء المسلمين المظلومين الذين لا يجدون حيلة ولا يهتدون سبيلًا في البلاد الإسلامية، فإن هؤلاء ما لجأوا إلى تلك الدول إلا فرارًا من جحيم الظلم، بعد استهداف أنفسهم وأعراضهم وأموالهم؛ وهذا حقٌّ لكلِّ مسلم ينتمي إلى هذه الأمَّة الواحدة؛ كما قال تعالى: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾ [الأنبياء: 92].
هذا وإن رابطة علماء المسلمين-إذ تؤكد على كلِّ ما سبق-؛ فإنَّها لتعلن عن وقوفها ودعمها التامِّ لجميع المسلمين المستضعفين، وتؤكد على وجوب السعي من جميع أهل الإسلام لاستنقاذ هؤلاء الأطفال المختطفين من براثن الكفر والإلحاد والإفساد، وإعادتهم إلى أحضان أسرهم.
والله متمٌّ نوره، وهو غالبٌ على أمره، ولكن أكثر الناس لايعلمون.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
16/فبراير/2022م
-----------------------------