الخميس ، 19 جمادى الأول ، 1446
section banner

بيان حول نبش قبر الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز رحمه الله

بيان حول نبش قبر الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز رحمه الله

 بيان رقم ( 133 )

الأحد 8 /  شوال / 1441هـ

بيان حول نبش قبر الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز رحمه الله

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد،

فقد ساءنا في رابطة علماء المسلمين خبر نبش قبر الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز وسرقة رفاته، والعبث بالقبور من حوله.

إن هذا العمل لينم عن مدى الحقد الذي انطوى عليه قلب الفاعل ومن أمره بذلك أو فرح به. إن الحاقدين على أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز في هذا الزمان، لا يحقدون عليه لأمر شخصي بينه وبينهم، وإنما يحقدون عليه لما يحمله من اعتقاد يمثل اعتقاد المسلمين عمومًا وأهل السنة خصوصًا، ولكونه رمزًا إسلاميًا يمثل العدل في حقبة تاريخية عظيمة من تاريخ المسلمين، ولما له من قرابة بأمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

إن الله سبحانه وتعالى قد بين حقيقة هذا الحقد فقال: ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ ) [آل عمران: 118]  فأفعال هؤلاء الحاقدين على أهل السنة ورموزهم الإسلامية إنما هي جزء من حقدهم على الإسلام والمسلمين، وما تخفي صدورهم أكبر.

فهل يعتبر المسلمون اليوم بخطأ التعامل مع هؤلاء الباطنيين المجرمين بحجة العمل المشترك الداعم لقضايانا وهم كاذبون، وقد عاب الله سبحانه علينا محبتهم أو الثناء عليهم بعد بيان الآيات فقال: ( هَاأَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ) [آل عمران: 119].

إن أصابع الاتهام في هذا العمل المشين تتجه إلى فئتين حاقدتين على المسلمين؛ الشيعة وتمثلهم دولة إيران، والنصيرية ويمثلهم النظام الدموي في دمشق، وقد اجتمعت الدولتان في حرب معلنة على أهل السنة في أرض الشام المباركة، ولا يخفى على أحد حجم المجازر التي قاموا بها ضد أهل السنة هناك. فمن وثق في هاتين الدولتين أو تعاون معهما، أو أثنى عليهما، فهو مخطئ غير معتبر بالآيات القرآنية، والآيات المرئية المشاهدة على أرض الشام وغيرها، ظالمٌ لنفسه، ولعموم المسلمين، مغترٌ بكذب هذه الأنظمة السياسية.

إن الواجب على المسلمين أن يعرفوا عدوهم الحقيقي، ويتعاملوا معه وفق مراد الله في كتابه، وبيان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته، وأن يعتبروا بما حدث في تاريخ المسلمين من هذه الفئات الضالة الحاقدة على أهل السنة والجماعة، قال تعالى: )وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ ) [الأنعام: 55].

نسأل الله أن ينتقم ممن سعى في نبش قبر أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز، وأن يجعلهم عبرة للمعتبرين، وأن ينصر المسلمين في كل مكان. والحمد لله رب العالمين.

صادر عن

الهيئة العليا لرابطة علماء المسلمين

الأحد 8 / شوال / 1441هـ

الموافق 31/5/2020م