بيان رابطة علماء المسلمين بخصوص حرائق الجزائر وتونس
بيان رقم (154)
بيان رابطة علماء المسلمين بخصوص حرائق الجزائر وتونس
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه أما بعد،
فإن رابطة علماء المسلمين تتابع ببالغ الحزن والأسى ما يحدث وما يتعرض له إخواننا في الجزائر وتونس، جراء الحرائق المندلعة في عدة أماكن خاصة ولايتي تيزي وزو وبجاية، الجزائرتين، وفي الغابات بمحافظتي القصرين (غرب) وبنزرت (شمال) تونس.
وانطلاقًا من قوله تعالى: (إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ) [الحجرات:10]، وقوله صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ المُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالحُمَّى» رواه مسلم؛ فإن رابطة علماء المسلمين تناشد الدول الاسلامية والمنظمات الإغاثية والإنسانية بالمسارعة لمساعدة وإغاثة إخوانهم المنكوبين جراء هذه الحرائق، وتسخير كافة إمكاناتهم لنجدتهم وإعانتهم على إطفائها، وإغاثة المتضررين.
كما تدعو رابطة علماء المسلمين الشعوب الإسلامية إلى المساهمة في نجدة وإعانة إخوانهم المتضررين في الجزائر وتونس من اندلاع تلك الحرائق، كلٌّ بحسبه، وهذا مقتضى الجسد الواحد والأمة الواحدة، وهو أبسط حقوق الأخوة الإسلامية؛ فإنهم مأمورون بالتعاون على البر والتقوى، ومواساة بعضهم بعضًا.
وتتقدم رابطة علماء المسلمين بأحرِّ التعازي وأصدق المواساة إلى الشعبين الجزائري والتونسي، سائلين المولى العلي القدير أن يغفر لموتاهم ويرحمهم رحمة واسعة، وأن يتقبلهم في الشهداء، وقد صح عنه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أنه قال: «المَطْعُونُ شَهِيدٌ، وَالْغَرِقُ شَهِيدٌ، وَصَاحِبُ ذَاتِ الْجَنْبِ شَهِيدٌ، وَالمَبْطُونُ شَهِيدٌ، وَصَاحِبُ الْحَرِيقِ شَهِيدٌ، وَالَّذِي يَمُوتُ تَحْتَ الْهَدْمِ شَهِيدٌ، وَالمَرْأَةُ تَمُوتُ بِجُمْعٍ شَهِيدٌ» رواه أبو داود.
كما نسأله سبحانه أن يشفي مرضاهم، وأن يجمع لهم بين الأجر والعافية، وأن يخلف خيرًا على كلِّ مَن تضرَّر من هذه الحرائق؛ ففقدوا أهليهم وأحبابهم وأموالهم، وحُرِّقت ديارهم، وشُرِّدوا بلا مأوى، وأن يرزقهم الصبر وألَّا يحرمهم أجر ما أصابهم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «عَجَبًا لِأَمْرِ المُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ» رواه مسلم.
كما تدعو رابطة علماء المسلمين الأئمة والخطباء أن يدعوا لإخوانهم المسلمين المنكوبين في كل مكان بأن يرفع عنهم البلاء، وأن يقوموا بواجبهم المنوط بهم في تذكير الناس بالله عز وجل والتوبة إليه، فإنه ما نزل بلاء إلَّا بذنب، وما رُفع إلا بتوبة، وقد قال الله عز وجل: (وَلَقَدْ أَرْسَلنَآ إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ). {الأنعام:42}.
والله نسأل أن يلطف بالأمة الإسلامية، وأن يرفع عنها المصائب والفتن؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه. والحمد لله رب العالمين.
صادر عن الهيئة العليا لرابطة علماء المسلمين
الجمعة 5 / محرم / 1443هـ
الموافق 13 / أغسطس / 2021م
------------------------------