بيان رابطة علماء المسلمين بشأن قتل وتهجير أهلنا في الموصل
بيان رقم ( 86 )
الثلاثاء 8 / جمادى الأخر / 1438هـ
بيان رابطة علماء المسلمين بشأن قتل وتهجير أهلنا في الموصل
الحمدلله وحده؛ والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه.
وبعد:
فإن ما تشهده مدينة الموصل من مجازر بشعة وحرب إجرامية مروعة أهلكت الحرث والنسل ودمرت الحجر والشجر؛ وما ترتب على ذلك من عمليات تهجير قسري ممنهج؛ بأيدٍ صفوية الهوى والهوية، ومساندة دولية بدعوى الحرب على الإرهاب؛ لهي كارثة كبرى، ونازلة عظمى، تتفطر لها القلوب وتقشعر لها الأبدان.
إن هذه المجزرة الوحشية الشنعاء، في استهداف العزل الأبرياء؛ دون أدنى مسؤولية من إنسانية مع التغني بحقوق الإنسان التي يتشدقون بها؛ لتذكرنا بصفات من ذكر الله عز وجل من المخادعين: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ؛ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ) فأين هي حقوق الإنسان المدعاة اليوم من أطفال الموصل ونسائها وشيوخها؟!
وإن رابطة علماء المسلمين إذ تحمل إيران ومن تآمر معها مسؤولية تشريد أهل السنة في العراق وفي الشام. وإزاء هذه المجزرة والنكبة الإنسانية المروعة التي يتعرض لها إخواننا في الموصل لتوجه النداء الآتي :
أولا: نناشد حكام المسلمين من إندونيسيا إلى المغرب ونخص منهم أهل الجوار من ملوك وأمراء دول الخليج؛ بأن يبادروا للتدخل بما لهم من نفوذ وقوة لتضميد هذا الجرح النازف؛ وأن يعملوا ما بوسعهم لإيقاف عدوان إيران وعصاباتها على المسلمين من أهل السنة بكافة الوسائل الممكنة.
ثانيا: نناشد الهيئات الخيرية في العالم أجمع؛ بالمسارعة لإغاثة الملهوفين الذين تتزايد أعدادهم في مخيمات الإيواء وفي ظروف مأساوية قاسية .
ثالثا: على علماء المسلمين في العراق في الداخل والخارج أن يبادروا للقيام بواجبهم في نصرة إخوانهم المستضعفين بكل ما في وسعهم من بيان للحق نصح للخلق؛ وأن يجتمعوا على كلمة سواء للقيام بواجبهم في تثبيت المسلمين ونصرتهم؛ ورد هذا الصائل المجرم والمعتدي عن أهل السنة في الموصل وغيرها من مدن العراق .
رابعا: على أهل الموصل أن يصبروا ويصابروا ويحتسبوا؛ ويتوكلوا على خالقهم سبحانه وتعالى فهو مؤيدهم وناصرهم، ومنتقم لهم ممن ظلمهم وأعان عليهم، فهذه المحنة العظيمة هي مقدمة - بإذن الله - لنصر قريب وفرج وشيك.
نسأل الله عز وجل أن يرفع الضراء والبأساء عن أهلنا في الموصل ؛وأن يكلأهم بوافر حفظه وجميل لطفه
( إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ).
بيان صادر عن
الهيئة العليا لرابطة علماء المسلمين
الثلاثاء 8 / جمادى الآخر / 1438هـ