الخميس ، 19 جمادى الأول ، 1446
section banner

بيان حول المجزرة الصهيونية في مسجد سعد بمدرسة التابعين في حيّ الدَّرج بغزَّة

بيان حول المجزرة الصهيونية في مسجد سعد بمدرسة التابعين في حيّ الدَّرج بغزَّة

الحمد لله؛ والصلاة والسلام على رسول الله وآله، وبعد..

فإن الجريمة الشنيعة؛ والمجزرة المروعة التي قام بها الصهاينة المجرمون صباح اليوم السبت ٦ صفر ١٤٤٦هـ - الموافق 10/8/2024م  باستهداف آثم متعمَّد لمسجد سعد بمدرسة التابعين؛ في حيّ الدَّرج بغزَّة، والتي راح ضحيتها أكثر من ١٠٠ شهيد من الأبرياء المدنيين ما بين شيخ وطفل- إن هذه المجزرة وهذا الطغيان لم يعد يجدي معه بيانات استنكار وإدانة واستهجان!

 بل إن هذا العدو المجرم وحلفاءه أعلنوها صراحة بأقوالهم وأفعالهم وأعربوا عن هدفهم وهو استئصال هذه البقعة بمن عليها من البشر، لا يراعون حرمة لطفل ولا لامرأة ولا يقيمون أي اعتبار لشيء، بل صرحوا في وسائل إعلامهم وتصريحاتهم الرسمية أنهم حيوانات يجب استئصالهم! 

إنّ اللوم لا يتوجه إلى هؤلاء فهذا ديدنهم الآثم عبر تاريخهم الدموي المخزي، كيف لا وقد قال الله سبحانه في أسلافهم وأوليائهم من المشركين: {كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ} [التوبة: 8]، وقال فيهم: {لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ} [التوبة: 10].

إنما اللوم كل اللوم والمؤاخذة كل المؤاخذة والإثم كل الإثم لمن يخذلهم من الحكام والحكومات والعلماء والجماهير المسلمة، ولمن يكتفي بالشجب ويتخاذل عما يجب عليه في دفع هذا الظلم والعدوان.

إنّ على المسلمين جميعًا حكامًا وحكومات وشعوبًا أن يدفعوا هذا العدوان بكل سبيل من سلاح ومال وإعانات طبية وغذائية ومعيشية.

قال تعالى: {وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (72) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} [الأنفال: 72، 73].

وعلى العلماء والخطباء والدعاة كل بحسب قدرته أن يستنفروا الناس لنصرة إخوانهم بكل سبيل، ويبينوا لهم وجوب هذه النصرة بالنفس والمال واللسان وبكل سبيل، وأن يبينوا حكم المتخاذلين عن هذا الواجب. 

قال تعالى: {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا (75) الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} [النساء: 75، 76].

وعليهم أن يبينوا حكم الداعمين لأعدائهم الصهاينة المجرمين، الفرحين بمصاب المسلمين، فـ(أكبَرُ ذَنبٍ وأضَلُّه وأعظَمُه منافاةً لأصلِ الإسلامِ: نُصرةُ أعداءِ اللهِ ومُعاونَتُهم، والسَّعيُ فيما يُظهِرُ به دينَهم وما هم عليه من التعطيلِ والشِّركِ والموبِقاتِ العِظامِ(. يُنظر: ((مجموعة الرسائل والمسائل النجدية)) (3/57).

واتخاذ الكافرين أولياء من دون المؤمنين هو من أخصِّ خصال المنافقين؛ قال تعالى: {بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (138) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا } [النساء: 138، 139]. 

وأخيرًا، إلى إخواننا في غزة وفلسطين الجريحة؛ نعلم أن الجرح عظيم وأن الناصر البشري ضعيف، نسأل الله أن ينصركم بنصر عزيز من عنده؛ فاجعلوا رجاءكم في الله وحده فهو نعم المولى ونعم النصير.

اللهم تقبل شهداءهم؛ وداو جرحاهم؛ وأمِّن خائفهم؛ وأطعم جائعهم؛ واجعل لهم من لدنك وليًّا واجعل لهم من لدنك نصيرًا.