بيان بشأن جريمة (بانقي) في إفريقيا الوسطى
بيان رقم (106)
الخميس 26 / رجب / 1439هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان بشأن جريمة (بانقي) في إفريقيا الوسطى
الحمد لله المحمود على كل حال، القائل جل من قائل: (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين). والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحابته أجمعين.
أما بعد..
ففي تطور خطير، وتجاوز وتحدٍّ لكل القيم والأعراف والتقاليد الدولية والإقليمية، وانتهاك صريح لكرامة الإنسان؛ قامت المليشيات المسيحية المسلحة (الأنتي بالاكا) في جمهورية أفريقيا الوسطى تدعمها قوات الأمم المتحدة وقوات الشرطة والدفاع المدني (MINUSCA & FACA) بالعاصمة (بانقي) بتاريخ الثلاثاء 24 رجب 1439هـ الموافق 10 أبريل 2018م بالهجوم المسلح على السكان المسلمين بحي (سنكيلو – 5 كلم)، وهو (الحي الوحيد المتبقي للمسلمين العزل في العاصمة بانقي)، ثم ما فتئوا أن عاودوا الهجوم في اليوم التالي؛ حيث قتلوا أكثر من (21) قتيلاً، وجرحوا ما لا يقل عن (45) شخصاً آخرين، وعندما حاول السكان المسلمون العزل الدفاع عن أنفسهم تدخلت القوات الرواندية العاملة ضمن بعثة الأمم المتحدة في بانقي بقوة مدعومة بتسع دبابات مصفحة، وأطلقت النار بكثافة على جموع المدنيين، لم يسلم من نيرانهم النساء والأطفال، فتصدى لهم المسلمون دفاعاً عن أنفسهم، وقتلوا منهم (6) من قواتهم؛ مما اضطرهم لرفع الراية البيضاء والانسحاب، علما بأنها ليست المرة الأولى التي تطلق فيها القوات الرواندية النار على المدنيين من النساء والأطفال والعزل من المسلمين، بل تكررت وبلغ عدد من قامت بقتلهم حتى الآن ما لا يقل عن (50) شخصاً، وهذه هي المرة الرابعة لاعتداءاتهم المجرمة والمنحازة دون مراعاة لأدنى قواعد القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان التي يتحدثون عنها في الأمم المتحدة وغيرها.
لقد حمل المسلمون المغدور بهم في بانقي جثث إخوانهم الذين قتلوا بغير حق إلا أن قالوا ربنا الله، وذهبوا بها في مسيرة غاضبة إلى مقر الأمم المتحدة ببانقي للاحتجاج على عدم حيادية القوات الرواندية، وتوضيح ما فعلته بإخوانهم العزل، وانحيازهم إلى المليشيات المسيحية المعادية الظالمة والمدعومة منهم في مشهد مخز يتعارض مع ما ترفعه المنظمة الدولية الأمم المتحدة من شعارات براقة وأجندة زائفة مائلة، وليشهد المجتمع الدولي وجميع المسلمين على ما يقومون به دون حياء ولا تعظيم لكرامة الإنسان وحقه في الأمن والحياة الكريمة.
وإننا في رابطة علماء المسلمين ندين ونستنكر هذا المسلك الإجرامي المشين، وهذا التصرف الماكر المنحاز من الذين يتسترون براية الأمم المتحدة والمليشيات المسيحية الغادرة.
ومساندة لإخواننا المسلمين وعموم الضحايا في هذه الانتهاكات والاعتداءات الصادمة نطالب بالآتي:
أولاً: ندعو جميع المسلمين والداعين إلى السلام والمحبة إلى التكاتف والتعاضد وتوحيد الكلمة لمنع تكرار الحادث.
ثانياً: نطالب الأمم المتحدة بالتحقيق في الحادث، وسحب القوات الفرنسية والرواندية من بعثتها بإفريقيا الوسطى فوراً، مع محاكمة مجرمي الحرب الذين قتلوا النساء والأطفال العزل.
ثالثاً: توفير الحماية العادلة للسكان المسلمين بالعاصمة بانقي، وإيقاف تكرار الاعتداءات عليهم من المليشيات المسيحية المسلحة .
رابعاً: نطالب الحكومة في جمهورية أفريقيا الوسطى بتوفير الحماية للمسلمين، أو تمكينهم من الدفاع عن أنفسهم في حالة تعذر قيامها بذلك.
خامساً: ندعو الجميع للتضامن مع إخواننا المسلمين المستضعفين في جمهورية أفريقيا الوسطى، وتقديم الدعم المادي والمعنوي لهم.
سادساً: نهيب بجميع هيئات ومنظمات حقوق الإنسان بالوقوف على حقائق الأوضاع، ولما يتعرض له مسلمو أفريقيا الوسطى من انتهاكات وتقتيل وذبح، والوقوف معهم في الحصول على الحياة الكريمة.
وفي الختام: ندعو الله سبحانه وتعالى أن يفرج كربهم ومصيبتهم، ويعظم لهم أجرهم، وأن ينصرهم على عدوهم، وأن ينتقم ممن آذاهم وعاداهم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
بيان صادر عن
الهيئة العليا لرابطة علماء المسلمين
٢٦ / رجب / 1439هـ
الموافق ١٢ / أبريل / 2018م