بيان رابطة علماء المسلمين بعد التعدِّي الهنديِّ على الجناب النَّبويِّ
بيان رقم ( 167 )
بيان رابطة علماء المسلمين بعد التعدِّي الهنديِّ على الجناب النَّبويِّ
الحمد لله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، وصلى الله وسلم وبارك على نبي الرحمة، ونبي الملحمة، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أمَّا بعد،
فقد تمادى قطار الإساءات الهنديَّة، والتعديَّات الإجراميَّة؛ فبعد أن طالت الإجراءات التعسفيَّة المسلمين في مناطق مختلفة، وأُوذي المستضعفون من أهل الإسلام في الهند؛ في حُريَّاتِهم وحُرماتِهم- فها هو قطار البغي الأثيم يصل إلى جناب النَّبيِّ الكريم ﷺ، لينالَ نَكِرةٌ لئيمٌ من مسئولي هذا الحزب الحاكم المتطرف- من شخصه العظيم ﷺ.
وإزاء هذه التعديَّات المُنكَرةِ، والحَملة المسعورة، التي ابتدأها الدنماركيون ثُمَّ الفِرنسيُّون ليسير على دَربِهم الهنودُ المتطرفون- فقد أصدرت رابطة علماء المسلمين البيان التالي:
أولًا: إنَّ رابطة علماء المسلمين- أصالةً عن نفسها ونيابةً عن مسلمي العالم- تَعتَبِرُ هذه الإساءةَ المُنكَرةَ من المتحدِّث باسم الحزب الهنديِّ الحاكم جريمةً شنيعةً، تستوجبُ عزلَه ومُحاكمَته- وفق جميع الشرائع والنُّظم؛ لما تضمنته من ازدراء الأنبياءِ الكرام والإساءة إليهم ولأتباعهم.
ثانيًا: تطالب رابطةُ علماء المسلمين جميعَ الحكومات وقادةَ الدول العربية والإسلامية بوقفةٍ جادَّةٍ، يعلنون فيها صِدقَ انتمائهم لدينِهم، وتعظميهم لنبيِّهم ﷺ، وإن رابطة علماء المسلمين إذ تُثمِّنُ موقف حكومات دول الكويت وقطر والسعودية، في رفضها هذه الإساءات؛ فإنَّها تدعوها إلى اتِّخاذ إجراءاتٍ رادعةٍ- تتناسب مع عِظَم هذه الجريمة- على جميع المستويات السياسية والاقتصادية وغيرها؛ لردع هؤلاء المسيئين وأمثالهم، ممَّن تُسوِّل لهم أنفسُهم التطاولَ على مقامِ المصطفى ﷺ، والإساءةَ إلى شريعته، واضطهادَ أبناء أُمَّته.
ثالثًا: تدعو رابطة علماء المسلمين الهيئات العلمائية، والشخصيات الإسلامية الاعتبارية، والخطباء والأئمة للقيام بواجبهم المنوط بهم، في نصرة نبيِّهم ﷺ، وبيانِ حَقِّه على أمَّته، والتعريفِ به وبسنَّته وشريعتِه، والتحذير من التقاعس عن نصرته، وموالاة من يسيء إليه وإلى أُمَّته.
رابعًا: على جميع المسلمين في العالم أن ينتصروا لرسولهم الكريم ﷺ، بكل سبيلٍ مشروعة، وأن يُعبِّروا عن غضبِهم العَارمِ واستيائهم البَالغِ من تصرُّفاتِ حكومة الحزبِ الحاكمِ بالهند، والتي تَوَّجها المتحدِّث باسمه بالإساءة لنبيِّنا ﷺ.
خامسًا: المقاطعة الاقتصادية -من الدول والمؤسسات والأفراد- لدولة الهند وعُمَّالها مشروعة؛ بل مأمورٌ بها؛ حتى تتقدَّم باعتذارٍ رسميٍّ لمسلمي الهند والعالم أجمع، وحتى تتعهَّد بالأخذ على أيدي سفهائها.
وهذه المقاطعة يُؤمر بها كلُّ مسلم ومؤسسة ودولة؛ إعلاءً لقدر نبيِّنا ﷺ، الذي رفع الله قدرَه وذِكرَه وإن رَغِمَت أُنوفٌ!
سادسًا: تؤكد رابطة علماء المسلمين على أهميَّة قيام وسائلِ الإعلام العربيَّة والإسلاميَّة -بمختلف أدواتها- بواجبها ورسالتها الإعلاميَّة، في نُصرة نبيِّهم ﷺ، والدفاع عن إخوانهم المستضعفين المضطهَدين، وعدم السكوت عن فضح الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها المسلمون في الهند وغيرها.
سابعًا: ينتظر مسلمو العالم من جميع العقلاء والمنصفين في الهند وغيرها- حفاظًا على استقرارها، وعدمِ جرِّها إلى سياساتٍ لا تخدمُ شعبَها- ينتظرون منهم تعظيمًا للحرمات، واشتراكًا في دفع المظالم والاضطهاد، الذي يتعرَّض له أهل الإسلام في الهند، منذ تولي هذا الحزب المتطرف (بهاراتيا جاناتا).
وأخيرًا: فإنَّ الله تعالى قد تعهَّد بنصرة نبيِّه ﷺ؛ فقال تعالى: ﴿إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ الله﴾ [التوبة: 40]، وتوعَّد مُناوئَه فقال عزَّ وجلَّ: ﴿إِنَّا كَفَيْنَاكَ المُسْتَهْزِئِينَ﴾ [الحجر:95]، وقال سبحانه: ﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ﴾ [الكوثر: 3].
وإنَّما الواجب أن تهبَّ الأُمَّة بكلِّ ما تملك لتُري ربَّها صِدقَ مَحبتِها لدِينها ولنبيِّها ﷺ.
اللهم زِدْ نبيَّنا مُحمَّدًا ﷺ تعظيمًا وتشريفًا ومهابةً وجلالًا، وزِدْ من تناولَه بسوءٍ ذِلَّةً ومهانةً وخِزيًّا ودَمارًا وصَغارًا، واجعله للعالمين عبرةً وآيةً!
﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ﴾
صادر عن
الهيئة العليا لرابطة علماء المسلمين
الاثنين 7 / ذي القعدة / 1443هـ
الموافق 6/يونيو/2022م
-------------------------------