
بيان رابطة علماء المسلمين حول جريمة عدوان الحوثيين في اليمن وقتل الشيخ صالح حنتوس

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه العزيز: ﴿ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ﴾، قال سعيد بن جبير: "من سفك دم مسلم فكأنما استحلَّ دماء الناس جميعًا".
والصلاة والسلام على سيد المرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد تابعت رابطة علماء المسلمين بألم بالغ واستنكار شديد الجريمة النكراء التي ارتكبتها مليشيا الحوثيين في اليمن بحق معلم القرآن الكريم، الشيخ الجليل صالح حنتوس، رحمة الله تغشاه، تلك الجريمة التي هزت الضمائر، وأكدت مجددًا النهج الإجرامي لهذه الجماعة المدعومة من إيران في استهداف العلماء والدعاة وحملة القرآن الكريم ، ومراكز ومعاهد العلوم الشرعية .
وإنه لا أسوأ من اقتراف جريمة قتله ظلمًا وعدوانًا وترويع أسرته ومنع تشييعه، إلا محاولة تسويغ الجريمة بالافتراءات والأكاذيب التي روجت لها الجماعة الحوثية، تارةً بوجود مخازن أسلحة في بيته، وتارةً بدعوته إلى الفوضى والتمرد، ورفضه لما أسموه “مواقف الدولة والشعب اليمني الداعمة للقضية الفلسطينية!”، وهو حشر لقضية فلسطين العادلة كضربٍ من الابتذال، والإسفاف وإساءة بالغة إلى قضية فلسطين التي لم تكن يومًا موضع خلاف بين اليمنيين جميعهم،
لقد نذر الشيخ صالح حنتوس نفسه لتعليم كتاب الله، وتربية الأجيال، فكان إمامًا في مسجده، وراعيًا لأهله، وداعيًا إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة. ولقد لقي ربه صابرًا محتسبًا، مدافعًا عن بيته وأسرته، فنحسبه شهيدًا ولا نزكي على الله أحدًا.
إننا في رابطة علماء المسلمين لنؤكد بأن هذه الجريمة الشنيعة تأتي في سياق سلوك دموي ممنهج وممتد تمارسه المليشيا الحوثية منذ سنوات، من قتل وخطف وتنكيل وتهجير للعلماء والدعاء والمصلحين، واستهداف ممنهج للمساجد، ومصادرة دور القرآن، وفرض خطاب طائفي دخيل على ثقافة اليمن وإرثه الإسلامي الجامع.
وما محاولات الجماعة الحوثية الفاشلة لتبييض هذه الجرائم عبر ادعاء نصرة فلسطين إلا حيلة مكشوفة، يراد بها المزايدة على دماء اليمنيين، وإسكات أصوات الحق، والهروب من حالة الرفض الشعبي العارم لطغيانهم وفسادهم.
إن رابطة علماء المسلمين إذ تدين هذه الجريمة الآثمة، فإنها تدعو علماء الأمة، وهيئاتها الشرعية، وكلَّ المُنصفين في العالم، إلى تبيّن حقيقة هذه الجماعة المتمردة وعدم الوقوع فريسة لشعاراتها الزائفة باسم فلسطين،كما تفعل مرضعتها إيران وسائر أذرعها في المنطقة وتهيب رابطة علماء المسلمين بالجميع الوقوف إلى جانب الشعب اليمني المظلوم، وكشف زيف هذه المليشيا وعدوانها على الدين والإنسان، ودعم مساعي الشعب اليمني في استعادة أمنه وكرامته ودولته.
{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}.
الهيئة العليا لرابطة علماء المسلمين
٩ المحرم١٤٤٧هـ
٤ يوليو ٢٠٢٥م