بيان رابطة علماء المسلمين حول قائمة الإرهاب المزعومة للنظام السوري
بيان رقم (117)
الاثنين 24 / ربيع الآخر / 1440هـ
بيان رابطة علماء المسلمين حول قائمة الإرهاب المزعومة للنظام السوري
الحمد لله ولي المؤمنين ناصر المستضعفين قاهر الظالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين. أما بعد،
فإنه ما يزال الشعب السوري صابرًا مصابرًا في ثورته ضد النظام النصيري البعثي الظالم، وما يزال النظام المجرم
يزهق الأرواح ويستحيي النساء ويشرد الأطفال، ولم يقتصر طغيانه وبغيه على السوريين، بل تعداه إلى غيرهم ممن قاموا بواجب النصرة والمساعدة لإخوانهم السوريين . ولقد تابعت الرابطة ببالغ العجب والاستهجان القائمة المزعومة التي نشرتها بعض وسائل الإعلام على أنها أسماء مطلوبين إرهابيين بزعمهم للنظام السوري، والرابطة إذ تستنكر هذه القائمة الظالمة، وتعتبرها والعد مسواء؛ فإن الرابطة تؤكد مايلي :
أولًا: إن من أصدر هذه القائمة منعدم الشرعية ساقط الاعتبار، واجب شرعًا وقانونًا وفي كل الأعراف إزالته ومحاكمته على جرائمه في حق شعبه، والتي لاتسقط بالتقادم ولابمحاولات بعض الدول غسل سوأته وإعادة تأهيله واحتضانه.
ثانيًا: هذه القائمة التي أصدرها النظام السوري تدل على تماديه في ظلمه وجبروته، وإمعانه في بغيه وغيه، وتفضح نواياه في استئصال بقية الشعب السوري الرافض لظلمه واستبداده والذي ثار لأجل كرامته وحريته، ولكن هذه المرة مستأسدًا ومتسلحًا بشرعية زائفة تحاول بعض الدول إضفاءها عليه؛ وهو إذ يستهدف غير السوريين، من الأفراد والرموز بل حتى من زعماء الدول والشخصيات العامة المناصرة للشعب السوري في محنته، ممن يجب شكره وتكريمه لا الطعن فيه واتهامه؛ فكيف بمن تحت سلطانه؟!
ثالثًا: تثمن الرابطة ما قامت به كثير من الدول العربية والإسلامية بل والدول الأجنبية في دعم الشعب السوري في ثورته، ومحاصرة هذا النظام الظالم الفاقد للشرعية، وتؤكد الرابطة على ضرورة استمرار مقاطعة هذاالنظام وترك التعامل معه وتشديد عزلته، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه). رواه أبو داود والترمذي.
كما تحذر الرابطة من تبعات محاولات البعض كسر هذه العزلة وتلك المقاطعة؛ والتي بدأت بعض آثارها وثمارها؛ فإنه ما تجرأ على إصدار هذه القائمة إلاَّ بعد أن تقاربت معه بعض الأنظمة العربية وحاولوا كسر عزلته، وهو قبل أن تتم صفقة إعادة العلاقات بادر باستهداف الداعمين للثورة من الخارج.
رابعًا: تؤكد الرابطة وتذكر بأن نصرة المظلومين والمستضعفين من المسلمين من أوجب الواجبات على الأمة
المسلمة ، أفرادًا ومؤسسات وحكومات؛ ولايجوز خذلانهم وتركهم، فعن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مامن امرئ يخذل امرءًا مسلمًا في موطن ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته، إلا خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته، ومامن أحد ينصر مسلمًا في موطن ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته، إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته). رواه أحمد وأبو داود بسند حسن.
خامسًا: تذكر الرابطة الهيئات والروابط العلمائية والمؤسسات والكيانات الحقوقية بواجبها الشرعي والأخلاقي في ضرورة نصح الحكومات والدول وتحذيرها من خطورة السكوت على هذه التهم الجائرة في حق شرفائها الذين يستحقون التكريم لا التجريم، وإلا كانت شريكة له؛ ناهيك عن الاستجابة لمطالب هذا النظام المجرم؛ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه). متفق عليه.
بيان صادر عن
الهيئة العليا لرابطة علماء المسلمين
الاثنين 24 / ربيع الآخر / 1440هـ
الموافق 31 / ديسمبر / 2018م