رسالة رابطة علماء المسلمين الى أهل العراق
البيان رقم (42) |
|
الموضوع |
رسالة رابطة علماء المسلمين الى أهل العراق |
التاريخ |
17 / 8 / 1435هـ 15 / 6 / 2014م |
الحمد لله قاهر الجبارين، ومُذِلِّ المتكبرين، وناصر المؤمنين.. والصلاة والسلام على رسول الله الأمين المبعوث رحمة للعالمين, وعلى آله وصحبه أجمعين,,
أما بعد:
فإن من جليل نعم الله تعالى على أهلنا في العراق؛ أن منّ عليهم بالنصر, وخذلان عدوهم الصفوي ومن معه من أعداء الدين, الذين ساموا أهلنا في العراق سوء العذاب, وبعد أن تكشفت الأمور وزالت السحابة والغيوم, وبان نصر الحي القيوم؛ فإننا في رابطة علماء المسلمين نوجه جملة من الرسائل كما يلي:
أولاً: نثمن جهاد إخواننا الثوار في العراق، ونبارك لهم النصر، وندعو الله تعالى لهم بالثبات والصبر ليكملوا مشوار جهادهم حتى يعود العراق إلى حضن أهل السنة كما كان.
ثانياً: نقول لإخواننا المجاهدين: إن ما حققتموه من نصر هو بتوفيق الله لكم، لا بحولكم ولا قوتكم؛ حتى لا يصيبكم العجب والغرور فتحل عليكم الهزيمة, قال تعالى: ( وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ), وقال تعالى:( لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ ۙ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ).
ثالثاً: ندعو جميع الفصائل التي شاركت في هذه الملحمة أن يحافظوا على هذا النصر وأن لا يفرطوا فيه؛ فقد دفعتم فيه ثمنا باهظا.. وذلك بالتزام عدة أمور:
1/ وحدة الصف وجمع الكلمة ونبذ الخلاف، وقطع دابر الفرقة، وأن نصبر على بعضنا مهما كانت التجاوزات.
2 / عدم تبني فصيل لما حدث من نصر دون الآخرين.
3 / إزالة كل أسباب الفُرقة والشقاق، خاصة في هذا الوقت بالذات, وتفويت الفرصة على الذين يعوّلون على خلاف المجاهدين.. قال تعالى:( وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)
4/الحذرَ الحذرَ من المكر العسكري الصفوي، فالمؤمن كَيِّس فَطِن، ليس بخَبّ ولا الخَبّ يخدعه، والحرب كرٌّ و فَرٌّ، والأيام دول، والدهر قُلَّب.. وقال ﷺ: «لاَ يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ» رواه البخاري ومسلم.
رابعاً: ضرورة مدّ يد التعاون وقبول المشورة من الناصحين المعروفين بالصدق والنصح من العلماء والدعاة والسياسيين والعسكريين.
خامساً: الالتزام بآداب الإسلام في الحرب، بعيداً عن الغلو والتفريط، سيما فيما يتصل بالأسرى والنساء والأطفال والشيوخ والعجزة, واستثمار أسرى الحرب كما ينبغي لتحقيق أكبر ما يمكن من المكاسب.
سابعاً: البعد عن إحداث أي عداوات جانبية غير مبررة يكون لها أثرها على جهاد الثوار، والتعامل بحكمة مع الملفات الحساسة.
ثامناً: ندعو جميع الدول السُنّية للوقوف مع إخوانهم في العراق، وأن يسعَوا لنصرتهم؛ ولو بإفشال أي مشروع للمالكي في محاولاته الاستغاثةَ بالمجتمع الدولي، وتكوينَ حلف جديد لاحتلال العراق من جديد.
وفق الله المجاهدين في العراق، وسدد رميهم، وثبت على طريق النصر خطاهم؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.