الجمعة ، 20 جمادى الأول ، 1446
section banner

مذبحة قافلة أسطول الحرية

مذبحة قافلة أسطول الحرية

 

البيان رقم (3)

الموضوع

مذبحة قافلة أسطول الحرية

التاريخ

17/6/1431هـ 31/5/2010م                                                                                                                            

 

الحمد لله معزِّ الإسلام بنصره، ومُذِلِّ الكفر بقهره، ومصرف الأمور بأمره، ومُديم النعم بشكره، ومستدرج الكفار بمكره، الذي قدَّر الأيام دولاً بعدله، وجعل العاقبة للمتقين بفضله.

ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد، ونشهد أن محمدًا عبده ورسوله، داحض الشرك، ورافع الإفك، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه والتابعين لهم بإحسان، أما بعد:

فإن رابطة علماء المسلمين تستنكر وتدين وتجرِّم هذه القرصنة الدنيئة والعمل الإجرامي الشائن الذي ارتكبه الكيان الصهيوني الغاصب على قافلة أسطول الحرية، صاحب المشروع الإنساني الإغاثي للشعب المحاصر في غزة، مخالفين بذلك الشرائع السماوية والقوانين الأرضية والأعراف الدولية، وخرقوا به كل المواثيق الدولية، وأظهروا به عداءهم للبشرية والإنسانية.

حيث انقضّ قراصنة الشر على العُزَّل الأبرياء جوّاً وبحراً، وأعملوا فيهم آلة الحرب قتلاً وجرحاً؛ ليقيموا البرهان واضحاً على أنهم جنس إجرامي، لا يرقبون في إنسان إلاًّ ولا ذمة، ولا يرعون حق دين ولا ملة.

ولقد صدق الله العظيم الذي أخبرنا عنهم في قوله تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ ..}الآية 82المائدة وقال Y: {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ..}البقرة120

وقال عز وجلّ: { كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ }المائدة64.

وما ننتظر من قوم قتلوا أنبياءهم وتنقصوا ربّهم سبحانه وتقدس!

وإن الواجب:

  1. على المسلمين الدعم المتواصل لإخوانهم في غزة بالدعاء والمال وكل ما يستطيعون.
  2. ويجب على الإعلاميين تسليط الضوء على هذا الحدث وفضح اليهود.
  3. والقانونيين برفع القضايا في المحافل العالمية والتجمعات القانونية.
  4. والشرعيين والدعاة:

v     باستنهاض همم المسلمين، وتوجيههم للمساهمة في هذه القضية،

v     وينبغي على أئمة المساجد لزوم الدعاء والقنوت لإخوانهم المستضعفين في غزة وفلسطين حتى ينصرهم الله ويثبت أقدامهم.

  1. وعلى الساسة والقادة استنكار هذه الجريمة، وعقد الاجتماعات على مستوى العالم الإسلامي للخروج بمواقف مشرفة أقلها المقاطعة الكاملة لليهود،
  2. وعلى الجمعيات الإسلامية على اختلاف مسمياتها الوقوف مع إخواننا في فلسطين، وتجريم هذه الأعمال المنكرة .

يا حكام العرب: أدوا حق الله الذي عليكم، ولا تتولوا عن واجبكم:

v     فكوا حصار الجوع الساغب والخوف الغالب عن غزة، وارفعوا عنها الآصار والأغلال التي وُضعت عليها.

v     قاطعوا الكيان الصهيوني سياسيّاً، واستردوا سفراءكم واطردوا سفراءهم،

v     امنعوا بضائعهم، ولا ترسلوا نفطكم وغازكم لأعداء الإنسانية.

وبرهِنوا على انحيازكم لأمتكم الإسلامية، وأُخُوَّتِكم الإيمانية.

﴿وَإِنْ تَتَوَلَّوا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمْ لا يَكُونوا أَمْثَالَكُمْ﴾[محمد:38].

أيها المجتمع الدولي: أين مؤسساتك، وأين مرجعياتك؟ هل باتت مقرراتك سليبة، أم غدت قراراتك حبيسة؟!

أيها العقلاء أيها المدافعون عن حقوق الإنسان في كل مكان:

هذا أعنف انتهاك عالمي لحقوق الإنسان؛ حيث عدا أعداء الإنسانية على أكثر من أربعين جنسية في غداة واحدة، بلا فرق بين مسلم أو نصراني أو يهودي؛ ليقتلوا ويجرحوا ويعتقلوا ويرهبوا كل من سعى في عملٍ إنساني أو بذل في سبيلٍ خيري.

أين العدالة؟  شعب كامل يحاصَر على أرضه، ويُمنَع من الطعام والشراب والكهرباء ومقومات الحياة, وإن الواجب أكبر على دول الجوار للشعب الفلسطيني.

ولا ننسى بالشكر والتقدير والدعاء لمن قاموا بهذه القافلة: قافلة الحرية، الذين تحرك عندهم الواجب الإسلامي والواجب الإنساني.

ونبشّـر شهداء البحر من المسلمين بقول النبي r: " المائد في البحر الذي يصيبه القيء له أجر شهيد، والغرق له أجر شهيدين "[رواه أبو داود]

وإننا في هذا المقام ومن بين هذه الأحداث المؤلمة؛ نتلمس ونترقب نصر الله، {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً } وإن بعد الليل فجرا ، { وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ } { وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } .

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ...