بيان حول ما يتعرض له الشعب السوري من الهجمات الكيماوية في إدلب
بيان رقم ( 90 )
الثلاثاء 7 / رجب / 1438هـ
بيان حول ما يتعرض له الشعب السوري من الهجمات الكيماوية في إدلب
الحمد لله القائل في كتابه: ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا﴾، والصلاة والسلام على من أرسله الله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون، القائل : ( وجعل الذل والصغار على من خالف أمري)، وبعد:
فها هو نظام البغي والعدوان النصيري الكافر، وبدعم من حليفه الروسي المجرم، بعد أن تلقى الضوء الأمريكي الأخضر ببقائه؛ يعاود لواحدة من أبشع جرائمه؛ في خان شيخون واللطامنة وغيرهما في ريف إدلب مستخدما الأسلحة الكيميائية المحرمة دولياً، و مخلفا مئات القتلى والجرحى من أطفال ونساء وشيوخ الشعب السوري المسلم الأعزل؛ كل ذلك في ظل تقاعس أممي مريب ودعم من أنظمة دولية مافتئت تزعم الحرب على الإرهاب؛ وهي تغض الطرف عن أئمته وأكابر مجرميه؛ بل تشاركهم بأسلحتها الفتاكة!!
وإذا كانت هذه الجريمة البشعة قد أكدت بما لايدع للشك موت الضمير العالمي وزيف ادعاءته ؛ إلا أنها أيضا لتؤكد على جملة من الحقائق التي لابد لأهل العلم والمجامع العلمائية ومنها رابطة علماء المسلمين من الصدع بها؛ ومن ذلك:
أولا: أنه لا سبيل لعزة الأمة ورفع الظلم والعدوان عنها إلا بعودتها لدينها ورفعها علم الجهاد؛ مصداق قوله صلى الله عليه وسلم : «إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ، وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ» رواه أبو داود وصححه الألباني.
ثانيًا: على إخواننا من أهل سورية أن يعلموا أنه لا كاشف لما هم فيه من بلاء عظيم ومحنة كبيرة إلا باللجوء إلى الله عز وجل وحده والتضرع إليه؛ فالأمر كله لله عز وجل، سبحانه هو القائل عز وجل : (قل إن الأمر كله لله) [ آل عمران: ]، وهو سبحانه القائل: ( ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ)....ولكنه سبحانه يبتلي أهل الإيمان لحكم عظيمة؛ كما قال عز وجل: ( وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ (4) سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ (5) وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ) [ القتال:4-8].
ثالثًا: على المرابطين المجاهدين على أرض سورية المباركة أن يتقوا الله عز وجل وأن ينبذوا التحزب والغلو وأن يجتمعوا على كلمة سواء؛ فهذا من أعظم أسباب النصر ورفع البلاء، وقد قال الله عز وجل: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (45) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) [ الأنفال: 45-46].
وعليهم ألا ينخدعوا بحيل الساسة والمجرمين في تفريق كلمتهم وإضعاف شوكتهم.
رابعًا: على الشعوب الحرة والمنظمات والهيئات الإسلامية في جميع أنحاء العالم أن تقوم بواجبها في نصرة إخوانهم والتعريف بحجم مصابهم وفضح المجرمين وحلفائهم، بكافة السبل المتاحة والمشروعة.
والله تعالى نسأل أن يلطف بإخواننا في الشام المباركة، وأن يعجل بنصرهم، وأن يوحد صفهم، ويبسط لهم الأمن والإيمان في ربوع الشام إنه سميع مجيب.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
بيان صادر عن
الهيئة العليا لرابطة علماء المسلمين
الثلاثاء 7 / رجب / 1438هـ
الموافق 4 / إبريل / 2017م