الخميس ، 19 جمادى الأول ، 1446
section banner

خطاب إلى الفاتيكان

خطاب إلى الفاتيكان

 

البيان رقم (24)

الموضوع

خطاب إلى الفاتيكان

التاريخ

17 / 5 / 1434 هـ 

29\3 \2013م

 

ﺑﺴﻢاﻟﻠﻪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﻴﻢ

من: رابطة علماء المسلمين

إﻟﻰ: ﺧﻮرﺧﻴﻪ ﺑﻴﺮﻏﻮﻟﻴﻮ، ﻋﻈﻴﻢ ﻧﺼﺎرﻯ اﻟﻐﺮب، وﺑﺎﺑﺎ اﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎن

ﺳﻼم ﻋﻠﻰ ﻣﻦ اﺗﺒﻊ اﻟﻬﺪﻯ. أﻣﺎ ﺑﻌﺪ:

فباسم الرابطة  التي تمثل علماء من أكثر من أربعين بلداً مسلماً؛ ﻓﺈﻧﺎ ﻧﺤﻤﺪ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ أن أزال "ﺟﻮزﻳﻒ راﺗﺰﻧﻐﺮ" ﻋﻦ ﻣﻨﺼﺒﻪ، وﻧﺴﺄﻟﻪ أن ﻳﻜﻮن ﻗﺪ أورث ﻛﺮﺳﻴﻪ ﻣﻦ يسعى للحق ويذعن له، ويسلك أقوم طريقة ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻹﺳﻼم وأﻫﻠﻪ، وأﺻﺢ ﺗﺼﻮرا ً ﻟﻪ، وﻟِﻨَﺒِﻴِّﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم.

ﻓﻘﺪ ﺳﺎءﻧﺎ أن ﻛﺎن ﺳﻠﻔﻜﻢ قد آﺧﺬ ﺗﺼﻮره ﻋﻦ دﻳﻦ ﻋﻈﻴﻢ ﻣِﻦ ﻋَﺪُوِّه ، وﻋﻦ ﻧﺒﻲ ﻛﺮﻳﻢ ﻣِﻦ ﻣُﻜَﺬِّب ﺑﻪ، وﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻋﺘﺬاره ﺑﻌﺪُ إﻻ ّ ﺗﻌﺮﻳﻀﺎ ً ﺑﺒﻼﻫﺔِ ﻣﻦ أﻏﻀَﺒﻬﻢ ﺧﻄﺎﺑُﻪ، ورﻣﻴﺎ ً ﻟﻬﻢ ﺑﺴﻮء اﻟﻔﻬﻢ ﻣﻐﺎﻟﻄﺔً واﺳﺘﻜﺒﺎراً! وﺣﺮيٌّ ﺑﻤﻦ  ﻳَﻨْﺸُد اﻟﻌﺪل َ وﻳﻄﻠﺐ اﻟﻨَﺼَﻒ أن ﻳﺴﻤﻊ اﻟﺤُﺠَّﺔ ﻣِﻦ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ، وﻳَﻌْﺮِض َ اﻟﺘﻬﻤﺔ ﻗﺒﻞ رﻣﻲ اﻟﺒﺮيء ﺑﻬﺎ، وﻻﺳﻴﻤﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚاﻟﺘﻬﻤﺔ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﻟﻸﻣﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة ﻣﻦ ﺑﻴﻦ اﻷﻣﻢ اﻟﺘﻲ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻤﺴﻴﺢ ﻋﻴﺴﻰ اﺑﻦ ﻣﺮﻳﻢ نبيا ورسولا، وﺗﺒﺮئ أﻣﻪ اﻟﺼﺪﻳﻘﺔ مِن تُهَمِ اليهود.

وﻟِﻤﺎ ﺳﺒﻖ، وﻷن دﻳﻨﻨﺎ شرعه الله رﺣﻤﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻤﻴﻦ؛ ﻓﺈﻧَّﺎ ﻧﺪﻋﻮﻛﻢ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﻓﻲ اﻟﻘﺮآن الكريم وﺗﻌﺎﻟﻴﻢ اﻹﺳﻼم، ﻣﻦ ﺧﻼل ﻛﺘﺐ أﻫﻠﻪ اﻟﺜﻘﺎت، لا من أعدائه وحُسّاده، ﺳﺎﺋﻠﻴﻦ اﻟﻠﻪ ﻟﻜﻢ ﺷﺮح اﻟﺼﺪر ﻟﻠﺤﻖ، والقبول به، واﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻟﻤﺎ ﻳﺤﺒﻪ اﻟﻠﻪ وﻳﺮﺿﺎه.

واﻟﺘﺰاﻣًﺎ ﺑﺄﻣﺮ رﺑﻨﺎ اﻟﻮاﺣﺪ اﻷﺣﺪ:{قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64)} [ﺳﻮرة آل ﻋﻤﺮآن]؛ ﻓﺈﻧَّﻪ ﻳُﺴﻌﺪﻧﺎ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻌﻜﻢ ﻟﻠﺤﻮار ﻓﻲ الدعوة لأصل اﻟﺪﻳﻦ{ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ}

[آل عمران 19]، إذ ﻟﻴﺲ ﺛَﻤَّﺔ ﻣﺎ ﻫﻮ أﻫﻢ ﻣﻨﻪ وﻻ أﺿﺮ ﻣﻦ اﻻﺧﺘﻼف ﻓﻴﻪ، وﻻ أوﻟﻰ ﺑﺎﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻤﺎ ﻋﺪاه أﻋﺮاضٌ ﻻ ﺗﻤﺜﻞ أﺻﻞ اﻟﺪاء ، واﻟﺘﺸﺎﻏﻞ ﺑﻬﺎ ﻗﺪ ﻳﺨﺪر ﻋﻦ ﺑﻌﺾ اﻷﻟﻢ، ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳَﺸﻔﻲ من السقم، وﻻ ﻳﻤﻨﻊ ذﻟﻚ أن ﻧﺪﻓﻊ ﺳﻮﻳﺎ ﻣﺎ ﻳﺤﺎول أن ﻳﻔﺮﺿﻪ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻤﺎدي ﻣﻦ ﻗﻴﻢ ﻻ أﺧﻼﻗﻴﺔ ﺗﻀﺎﻋﻒ اﻟﺪاء، وﻻ ﺳﺒﻴﻞ إﻟﻰ ذﻟﻚ إﻻبمراﻏﻤتهم ﺗﺎرة ، واﻟﺪﻋﻮة إﻟﻰ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺤﻖ أﺧﺮﻯ.

وﻓﻘﻨﺎ اﻟﻠﻪ وإﻳﺎﻛﻢ ﻟﻤﺎ ﻳﺤﺐ وﻳﺮﺿﻰ{ وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} ، وﻫﺪاﻧﺎ وإﻳﺎﻛﻢ ﻟﻠﺒﺮ واﻟﺘﻘﻮﻯ.

واﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ أوﻻ وأﺧﻴﺮا ، وﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ وﻋﻴﺴﻰ وﻣﻮﺳﻰ وإبراهيم وسائر الأنبياء، وﺳﻠﻢ عليهم ﺗﺴﻠﻴﻤﺎ ﻛﺜﻴﺮاً.