أعظم مواسم الطاعات - رسالة للعلماء والدعاة والمصلحين ولكل مسلمٍ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين 

وبعد:

فإنَّ من فضل الله تعالى ونعمه الجليلة على عباده أن هيأ لهم المواسمَ العظيمة والأيامَ الفاضلة لتكون مغنمًا للطائعين وميدانًا لتنافس المتنافسين، ومن أعظم هذه المواسمِ وأجلِها ما شهد النبيُ صلى الله عليه وسلم بأنها أفضلُ أيام الدنيا على الإطلاق، ألا وهي أيامُ عشر ذي الحجة.

قال أبو عثمانَ النهديُ رحمه الله عن السلف: (كانوا يعظمون ثلاثَ عشراتٍ: العشرَ الأخيرَ من رمضان، والعشرَ الأول من ذي الحجة، والعشرَ الأول من المحرم". 

وقدحرص السلف الصالح على اغتنامها والعمل فيها، فقد كان سعيدُ بن جبير رحمه الله إذا دخلت العشرُ اجتهدَ اجتهادًا حتى ما يكاد يُقدر عليه).

أخي المسلم: 

إن إدراك عشر ذي الحجة نعمة عظيمة من نعم الله تعالى على العبد، يَقْدُرُها حقَّ قدرها الصالحون المشَمِّرون، وعلى المسلم استشعارُ هذه النعمة واغتنام هذه الفرصة، وذلك بأن يخصَّ هذه العشرَ بمزيد عناية، وأن يجاهد نفسه بالطاعة، وإن من فضل الله على عباده كثرة طرق الخير وتنوع سبل الطاعات ليدوم نشاط المسلم ويبقى ملازمًا لطاعة ربه وعبادته.

والمأمول: 

من العلماء والدعاة والخطباء والأئمة وقيادات العمل الدعوي والمربين والآباء والأمهات وكل مسلمٍ مايلي:

١-التذكير بفضل ومكانة عشر ذي الحجة والأعمال المستحبة فيها.

٢-تحقيق تعظيم الله تعالى وتعظيم شعائره، ولا سيما في مواسم الطاعات، وتهيئة النفوس لها.

٣-الاستثمار الأمثل لكل لحظةٍ في العشر بكل ما يتيسر فعله من الأعمال الصالحة.

٤-عمل برامج عملية لاستثمار هذه العشر المباركات.

تبدأ قبل العشر بخمسة أيام على الأقل.

تعميم خطبة جمعة معدة بعناية عن العشر على أن تكون آخر خطبة في شهر ذي القعدة.

وكذلك الدروس والمحاضرات والخواطر ومقاطع الفيديو والرسائل في الواتس وغير ذلك من وسائل التواصل الاجتماعي.

٥-إعداد برامج عملية مزمنة لمجموعة من الأعمال الصالحة التي يمكن القيام بها في العشر، ونشرها والتواصي بها.

وكذلك عمل برامج تناسب الصغار لتعويدهم على الخير وفعل الطاعات.

وحتاماً:

لا ننسى أن كل عملٍ صالحٍ في عشر ذي الحجة هو أعظم عند الله مما يماثله من العمل في غيرها من الأوقات.

وأن كل من دعا إلى هدى كان له مثل أجرِ من عمله.

وغفر الله لمن نشر هذه الرسالة ولوالديه وأسكنهم الفردوس الأعلى من الجنة بلا حساب ولا سابق عذاب.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين الذي وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.