لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ
الحمد لله، والصلاة والسلام على خاتم رسل الله نبينا محمد وعلى آله ومن والاه وبعد :
عجبت ممن يبالغ في نقد أهل غزة، ويُتعب نفسه في تتبع عثرات القوم...
ويقول إن هذا من النصح الواجب (ولا خير فيه إن لم يقلها ولا خير فيهم إن لم يسمعوها)
ولعله يحتج بهذه الآية الكريمة مع انها نزلت بعد الموقعة لتبين لهم أين كان الخلل حتى لا يقارفوه مرة أخرى
ولم تنزل خلال المعركة والله أعلم
فالنقد خلال الأزمات :
مثبط للناس
وموهن للعزائم
ويضعف دافع النصرة عند الآخرين
ويترتب عليه هزيمة نفسية كبيرة تُقعد عن العمل
والأخطر من ذلك كله أن العدو المترصد والمتربص سيطير بها كل مطار ويفرح بها يستغلها في حربه كما لا يخفى على ذي عينين..
فوحدة الصف ولو ظاهريا نوع من انواع الغلبة على العدو.
نعم لا شك أن النصح بضوابطه مطلوب قبل وخلال وبعد الأزمات.
لكن خلال الأزمة لا بد من الإعانة والنصرة بالممكن ونصح عملي يحتاجه الآن من في الميدان، وبانتقاء الألفاظ المناسبة
وبالكيفية المناسبة وبالوقت والزمان والمكان الذي به ننصح ونسدد ونصوب لا العكس.
فإنْ تحقق النصرُ حمدنا الله أنه نصرنا في مواطن كثيرة حتى في موطن قصرنا نحن فيه.
وإن لم يقع النصر راجعنا أنفسنا وعزونا هزيمتنا لذنوبنا وتقصيرنا ولانه فاتنا الأخذ بأسباب لا بد منها لنؤدي الذي علينا وكلنا ثقة بعدل الله وفضله وأنه ما تخلف عنا النصر إلا ( فبما كسبت أيديكم) حتى لا نضل فنقول انا مومنون ولم ينصرنا الله.
بل نقول إنا على ثقة بوعد الله.
وما تخلف عنا النصر الا لكذا وكذا
عندها نعددها في الموطن المناسب لنعالجها ونتلافاها ونسد الثغرات حتى لا نؤتى من قبل أنفسنا
والله تعالى أعلم.